تفاصيل العمل

فن كتابة الخاطرة.

العمل:

الطريق طويلة ومقيتة.

لا يتتابع على مرمى البصر سوى الصّور المملة، صور لشوارع بائسة، تُعاش فيها حياةٌ مكرّرة خارج هذه النافذة.

كان كلّ شيءٍ باهتًا بحقّ. وكانت الدروب خضراء إلى درجة ما. بامتعاضٍ فتّشت، بين كل هذه المشاهد المبتذلة، عمّا يثير فيها شيئًا.

قد تبدو كلّ الأشياء العاديّة عاديّة على الدوام، حتى تبدّل الفكرة ذلك.

تجلّت بلونها الأصفر الحيّ من بين العشب الأخضر، كان المشهد خاطفًا وسريعًا من النّافذة. لكنّ الأقحوانة الصغيرة ظلّت منتصبةً أمامها بتحدٍّ على طول الطريق.

بدا وكأنّها انتشلت نفسها من الأرض فقط لتكون حاضرةً تلك اللحظة. لتشعل شيئًا ما، لتتشبّث بالفكرة، بالخلود.

أثارت نيران الفكرة فيها شيئًا عجيبًا، شعورًا خفيًّا لم يبدُ مضمونه، لكنّه لا شكّ كان حقيقيًّا، حيًّا.

وبعد؟

رحل الرّبيع، وسرعان ما بدأت ملامح البتلات تمّحي، لكنّ الفكرة الصفراء الصغيرة لم تزل حيّة تنتظر، تنتظر حلول ربيع جديدٍ بالتّحديد، ليزهرا به سويًّا .

لكنّ الطريق عادت طويلةً ومقيتة، وعادت الصّور معها أيضًا. بدت كل الأشياء ساكنة سكون الموت.

كان ذلك حتّى اقتحمت الألوان المشهد الباهت على حين غرة. وأعلنت عودة الحياة بكلّ معانيها.

بدأ الأقحوان البرّيّ يزهر، الرّبيع على وصول.

- غِنى

بطاقة العمل

اسم المستقل غنى ا.
عدد الإعجابات 0
عدد المشاهدات 6
تاريخ الإضافة