تفاصيل العمل

فن كتابة القصص، قصة عن الحبّ، والموسيقى، والحياة.

العمل:

يتشبّث بنا اللحن حتى آخر لحظة، لكننا لا نشعر.

ليلى: غُرّة حبوري، والخطّ الأسود الأوّل في لوحة الكئيب.

في بُحيرات المصرَع ومذابح الرّوح، أستردّ المشهد:

كنت أتبع اليراعات وهي تتراقص من بين الضباب في درب باردة وطويلة، مُبهمة ولكنّها كانت تجرّني بسحر عجيب، أكان واحدًا من تلك الدروب المحتومة، كالأقدار التي صنعتنا؟

إلى أين تمضي الحياة بنا؟ كيف يححب الشعور بصر الشّاعر وبصيرته؟

أزهار ليلى التي كانت تلوّن الحيّز القابع بين المفاتيح البيضاء، والسوداء يومًا، صارت تجرّني إلى عمق الماء كثافة ألوانها، أنا والزورق الذي بنيناه سويًا.

غرقتُ أنا، لكنّ مساميره تثبتني به من ثيابي، ها أنا ذا، أو نحن، نحتضر مع كل ذكرى نقشتها ليلى على خشب الأرز الأقدس.

ألا تحسد الأرواح الماكثة في الأثير الإنسان على كآبته؟

أفتح عينيّ جيدًا وأنظر، أرى صورتها في كلّ الصّور.

أفتح أذنيّ جيّدًا وأصغِ، أسمع اللّحن وحده.

المفاتيح البيضاء والسوداء تحدّق في الأماريلّا التي تركتِها على الطّاولة، ترشح بؤسًا وتقطر كآبة.

تحدق بها من زاويةٍ اعتدت أن أرسل منها موسيقاي إلى الحمراء الماكثة في الإصيص.

أكان اللحن لا يعرف حدودًا حينها، أم أن حواجز القلوب لم تكن قد شُيّدت بعد، أم أننا لا نفهم الأوتار بعد؟

يطول الصّمت، إلى أن تأتي الموسيقى نحونا. تبث فينا الروح، ويعود الرّقص أقوى من أي وقت مضى.

تتعانق المفاتيح، أبيض وأسود، وبينها اللحن رماديًّا. لولا سواد بعضها، لكان الأبيض أصمًّا، ولولا بياض بعضها، لكان السّواد أعمى.

من هنا كانت غُرة جديدة، ولادة فريدة لنشوة لا تفنى كما الموسيقى. حين انتشلتني النوتات من الماء وعُدت أنا أنا. فمن أنتِ سواكِ وما أنا إلا غبار السلم الموسيقيّ على أناملي؟

إغريقيّ يائس يا أنا، تطرد الرّوح السقيمة بألحانك، تقتلع جُذور الحلم القيسيّ بأوتارك وتمضي. تخالك وحيدًا في اللّيل البارد، لكنّ الموسيقى في صفّ اليائسين دومًا، أولئك الذين لم تكن قلوبهم يومًا مضخات صدئة. أمل البؤساء وصوت الحزن الأبكم.

أيها الحلم الضائع، سلّم نفسك للّحن، ومُت بين أناملي. في لحظة يتشبّث بي اللحن فيها، وأنا أشعر!

بطاقة العمل

اسم المستقل غنى ا.
عدد الإعجابات 0
عدد المشاهدات 6
تاريخ الإضافة