تفاصيل العمل

مرَّ علىٰ يوم ظهور نتيجة الثانويّة العامة مئة وتسع مِن الأيام، أتذكر رجفة قلبي في تلك الليّلة وكأنها كانت البارحة، أرىٰ كيف كان ذلك اليوم فاصل لشخصيتين مختلفتين، كان هُناك فتىٰ يقود رحلته بلهفة وشوق ليتذوق لذة الوصول ويطمئن، يَحثُ نفسه علىٰ الإكمال لا يأبىٰ لعثرات رحلته ولا لسقوطة تارة ونهوضه تارة، كل ما يراه حُلمٌ يقوده قلبه إليّه، بعيّن لامعة وصدر رحب وأمل يسانده علىٰ الإكمال..

أتذكر كم تمنيّت لو لم يذهب فجر الليلة التي تسبقها وأن يكون موعد لقائي بنتيجة تعبي بعيد المدىٰ لا بذلك القرب، عندما حلَّ الليل بدأت أنفاسي تزداد وحديث أمي المتكرر

انظري لهاتفك تأكدي لعلك تأتي بالبُشرىٰ، وعبراتي تتجمع وأمحيها وأحدث صديقي أخبره بأني خائفة حتىٰ غلبني النوم وسكنت نفسي قليلًا قبل أن يعلن عقلي أن أستيقظ فزغًا، وصوت باب الغرفة يأتي على مسمعي وأمي تردد لقد ظهرت! هيّا انهضي لنرىٰ وسَيّل مِن الدعوات بالجبر لذلك القلب الصغير، وأردد يارب! لا تجعلني أحزن يارب!

إشعارٌ جاء إليّ مِن صديق يريد أن يأتي بها إليّ جلست ساكنة قليلًا أنتظره يجيبني ويخبرني وقلبي يحدثني أن الجبر آتٍ والغرفة لن تسع أجنحتي اليوم من فرط السعادة، وجدت الهاتف يضيء ومع كل حركة لإصبعي يزداد خفقان قلبي وأكتب برعشة طمئن قلبي وأخبرني!

صُعقت مِن حديثه عندما بدأ يخبرني أنني قمت بما عليّ وليس في يدي شيئًا لأفعله وأن هذا ما كتبه الله لي، لم أصدق وأقنعت نفسي بأن هذا هراء وسأنتظر آتي بها لنفسي وبنفسي وأحدث نفسي لعله مخطيء فيما قال، وعندما علمت صدق حديثه سمعت كسرة قلبي، ورأيت دموع أخوتي وأمي، وأنا أنظر لنفسي تائة حائرة، يأتي بخاطري أنه مُجرد حلم وسأفيق قريبًا ولكن أنا أشعر بمن حولي وبما يحدث، أتذكر كيف انطفأت روحي ولم يُغمض لي جفن ولم تسقط عبراتي حتىٰ

أتذكر كيف شعرت بثقل قلبي وعبراتي في عيني ولا أعلم على من أهوِّن على نفسي وأرفق بها، أم على أمي التي تمنت ولم تنل!

وضعت رأسي على وسادة أنظر في فراغ أغمض عيني لعل ينقذني النوم فخذلني النوم أيضًا ولم يأتي

حينها أضعت نفسي وقلبي وأصبح الفتى آيس يشعر بالهزيمة لا يقوىٰ على النهوض، فتى بعدما كان يخوض غمار الحرب مبتسمًا، أصبح لا يقوىٰ على الوقوف أمام نفسه، لازال آثر رجفة قلبي يوجد معي، مُنذ ذلك الوقت قلبي يرتجف خوفًا وعقلي تتخبط به الأفكار، وكأن نفسي حكمت على نفسها بأن تظل تائهةً إلي أجل غيّر مُسمي

هُنا فتى كان يومًا قلبه مليئًا بالأمل _الأن_ هُنا فتىٰ قلبه يرتجف خوفًا وحزنًا مما ينتظره.

_ميرنا.

بطاقة العمل

اسم المستقل ميرنا ع.
عدد الإعجابات 0
عدد المشاهدات 6
تاريخ الإضافة
تاريخ الإنجاز