أصول الإمام مالك في الموطأ دراسة استقرائية تحليلية

تفاصيل العمل

كثيرةٌ هي الدراساتُ حولَ الموطأ، فقد تناولَهُ الباحثون قديماً وحديثاً شرحاً وتعليقاً ونظماً ونثراً في مختلف التخصصات، غير أنه لم يحظ باهتمام كبير في الجانب الأصولي، وإن وجدت بعض الدراسات لكنها قليلة مقارنة بالدراسات الشرعية الأخرى كالحديث والفقه؛ ولعل السبب أنه لم يشتهر عن الإمام مالك أنه دوّنَ أصولَهُ التي أسس عليها مذهبه، والتي قيّد نفسه بقيودها في الاستنباط كأبي حنيفة، ولم يكن كتلميذه الشافعي الذي دوّن أصوله في الاستنباط وضبطها، ولكن مالكاً وإن لم يذكر أصوله الفقهية بالمعنى الذي عُرِفت به فيما بعد، فقد أشار إليها بتدوين بعض فتاويه ومسائله في الموطأ وفي غيره، بل صرح ببعضها كالأخذ بعمل أهل المدينة، وبيَّنَ بعض البواعث لتأصيلها، كما اشتمل الموطأ على أخذه بالقياس، فإنه وإن لم يبين مثلاً ضوابط العلة في القياس، إلا أن أصحاب مالك استنبطوها من أقواله ومسائله في الموطأ وغيره وهكذا نرى في الموطأ ما يُصرَّح به من أصول أو يشار إليها.

وقد كان الدافعُ الرئيس للكتابةِ في هذا الموضوع هو ملاحظة الباحث - أثناء بحث موضوع الماجستير في مجال اللغة العربية - لِكثْرَة إشارات المالكية إلى أصول وقواعد الإمام مالك في موطئه، ولِمَا للموطأ من مكانة سواء عند المالكية أو عند غيرهم، إضافةً إلى أن منهج وفقه الإمام مالك يَظْهَرُ في الموطأ أكثر من غيره سواء في طريقة تعليقه على الأحاديث والآثار، أو في طُرُقِ استشهاداته من القرآن الكريم في الموطأ، أو في غير ذلك.

وسيكون منهج البحث هو المنهج الاستقرائي التحليلي: بتتبع الأصول المذكورة في الموطأ سواء المذكورة بالتنصيص عليها أم بالإشارة إليها من خلال كلام وفقه الإمام مالك في الموطأ، استنادا على المُعتمَد من كتب المالكية، وإيرادا لأوجه الاتفاق والاختلاف في تلك الأصول عند علمائهم، وبيانا لبعض المسائل التي بنوها على تلك الأصول، وتوضيحا للأصول التي انفرد بها الإمام مالك عن غيره من العلماء، وإبرازا لمكانته رحمه الله وأثره في المجتمع المدني.

بطاقة العمل

اسم المستقل علي ا.
عدد الإعجابات 0
عدد المشاهدات 11
تاريخ الإضافة
تاريخ الإنجاز

المهارات المستخدمة