تفاصيل العمل

حكايات من وراء الزمن

في يومٍ من أيام الصيف الحار، جلست الجدة فاطمة تحت شجرة الزيتون العتيقة في فناء بيتها، تراقب أحفادها وهم يلعبون. كانت الشمس تلامس أفق السماء بلطف، وتُلقي بأشعتها الذهبية على الحقول الخضراء المحيطة بالمنزل.

اقترب منها حفيدها الصغير، علي، بعينيه الواسعتين اللامعتين، وسألها: "جدتي، هل يمكنك أن تحكي لنا حكاية من حكاياتك القديمة؟"

ابتسمت الجدة فاطمة، وظهرت تجاعيد وجهها كخارطة للحكمة والتجارب. قالت: "بالطبع يا علي، سأحكي لكم حكاية من وراء الزمن، من زمن بعيد كان فيه العالم مختلفًا تمامًا."

جلس الأطفال حول الجدة، منتظرين بلهفة بدء الحكاية. بدأت الجدة فاطمة تتحدث بصوتها الدافئ: "كان يا ما كان في قديم الزمان، في قرية بعيدة بين الجبال، كان هناك شاب اسمه يوسف. كان يوسف شابًا شجاعًا وذكيًا، وكان الجميع في القرية يحترمونه ويقدرونه."

"في يوم من الأيام، سمع يوسف عن كنز مدفون في كهف عميق وراء الجبال. كان هذا الكنز قديمًا جدًا، ويُقال إنه يحتوي على أسرار الحكمة والثراء. قرر يوسف أن ينطلق في مغامرة للبحث عن هذا الكنز، رغم المخاطر والصعاب."

"في رحلته، واجه يوسف الكثير من التحديات. واجه عواصف قوية، ووحوش خيالية، وطرقًا ملتوية. لكنه لم يفقد الأمل، واستمر في المضي قدمًا بشجاعة وإصرار."

"وأخيرًا، بعد أيام طويلة من البحث، وصل يوسف إلى الكهف المنشود. دخل الكهف بحذر، ووجد بداخله صندوقًا كبيرًا مزينًا بالنقوش القديمة. فتح الصندوق ببطء، ووجد بداخله كتبًا قديمة مليئة بالحكمة والمعرفة، وأحجار كريمة تلمع بألوان قوس قزح."

"عاد يوسف إلى قريته محملاً بالكنوز، ليس فقط بالأحجار الكريمة، بل أيضًا بالحكمة والمعرفة التي اكتسبها من رحلته. تقاسم يوسف ثروته مع أهل القرية، وعلمهم ما تعلمه من الكتب. أصبحت القرية مزدهرة بفضل شجاعة يوسف وحكمته."

سكتت الجدة فاطمة، ونظرت إلى أحفادها بابتسامة. قالت: "تذكروا دائمًا يا أحبائي، أن الشجاعة والصبر يمكنهما تحقيق المستحيل. وهذه هي إحدى الحكايات من وراء الزمن."

ضحك الأطفال وصفقوا، وشكروا جدتهم على الحكاية الجميلة. وعادوا للعب تحت شجرة الزيتون، يحملون في قلوبهم حكمة جديدة من حكايات الزمن القديم.

بطاقة العمل

اسم المستقل Adel M.
عدد الإعجابات 0
عدد المشاهدات 5
تاريخ الإضافة
تاريخ الإنجاز