لعنة توت عنخ أمون أم لعنة الرادون؟

لعنة توت عنخ أمون أم لعنة الرادون

ان قصص اللعنات كانت تعود إلى القرن التاسع عشر ،إلا إنها تضاعفت بعد اكتشاف "هوارد كارتر" لمقيرة توت عنخ أمون .

بدأت أسطورة لعنة الفراعنة عند إفتتاح مقبرة توت عنخ أمون ، كانت المقبرة مزينة بنقوش تقول :

"سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك".

وبلفعل تلا إكتشاف المقبرة سلسلة من الحوادث الغريبة ، بدأت بموت كثير من العمال القائمين بالبحث فى المقبرة .

قيل عاصفة رملية قوية ثارت حول قبر توت عنخ أمون فى اليوم الذى فتح فيه ، وشوهد صقر يطير فوق المقبرة .

[الصقر هو أحد الرموز المقدسة لدى الفراعنة ] .

 ولكن من هو توت عنخ آمون؟

توت عنخ آمون صاحب المقبرة حكم مصر تسع سنوات من 1358إلى 1349قبل الميلاد .وهو حاكم لم يفعل الكثير .. .وكان فى عصره ثورة مضادة على الملك إخناتون (أول من نادى بالتوحيد).ومقبرته لم يمسها اللصوص ،وهذا الملك هو مصدر اللعنة الفرعونية .

فكل الذين مسوه أو لمسوه طاردهم الموت واحدا بعد الآخر .

والأغرب أن الموت كان لأسباب وظروف غير مفهومة ، لم يستطع العلماء تفسيرها .

الأيمان باللعنة آثار اهتمام العديد من الناس بسبب حالات الوفاة الغامضة لبعض أعضاء فريق "هوارد كارتر" وزوار أخرون للقبر .

وأنتشرت اخبار فتح المقبرة وأنتشر معاها فى الصحف ومجلة نيويورك إقتباسات من كتاب غامض، كان يؤكد على العبارة التالية :

(العقاب الرهيب سيلحق بمقتحم القبر المختوم).

وإنتشرت الأخبار فى الصحف أن اللعنة وجدت على قبر الملك .

الشئ العجيب ،أن مكتشف المقبرة لم يصبه آذى وتوفى فى وقت لاحق بسبب أمراض الشيخوخة وعمره 64 عام .

وهناك تفسيرات محتملة لما يحدث ، حيث توقع البعض وجود فطريات قاتلة زرعت فى المقابر المغلقة ، وتم إطلاقها فى الهواء عندما فتحت .

وتصور العالم "كونان دويل " أن هذه الفطريات وضعت عمدآ لمعاقبة سارقى القبور .

وهناك فريق اخر يبحث عن تفسير علمى ومنطقى لكل الظواهر الغريبة ؛حيث فسر بعض العلماء هذه اللعنة بأنها تحدث بسبب تعرض الأشخاص الذين يفتحون  المقابر الفرعونية لجرعة مكثفة من غاز يسمى "الرادون" ، وهو غاز مشع .

ولكن كيف ينبعث هذا الغاز من مقابر الفراعنة ؟؟

هنا يجب أن نلقى الضوء على طبيعة غاز الرادون .

الرادون عنصر غازى مشع موجود فى الطبيعة ،وهو غاز عديم اللون شديد السمية ، وإذا تكثف يتحول إلى سائل شفاف ثم مادة صلبة معتمة ومتلألئة .

وينتج الرادون من تحلل عنصر اليورانيوم المشع الذي يوجد فى الأرض بصورة طبيعية .

ويشبه العلماء اليورانيوم بالوالد ،بينما يطلقون على نواتج تحلله التى من بينها الرادون والراديوم بالأبناء.

وبالرغم من ان الرادون غاز خامل كيمائيا ، وغير مشحون كهربئيآ،ولكنه ذو نشاط اشعاعى ؛ أي يتحلل تلقائيا إلى ذرات الغبار المشحونة كهربئيآ، وتلتصق بذرات غبار الجو التى يستنشقها الأنسان ، وتلتصق بجدار الرئتين ، مما يسبب مع الوقت تدمير الخلايا الحية وتؤدى إلى الوفاة .

وبالرغم من منطقية تفسيرات العلماء، الا انه يتحتم علينا ذكر بعض حالات الوفاة الغامضة التى تنسب إلى لعنة توت عنخ أمون :

1-بعد اكتشاف "هوارد كارتر "للمقبرة ،قام بفتحهااللورد دكارنارموت، وهو الداعم المالى للتنقيب ، توفى عام 1923بعد أن لدغته بعوضه.

2-توفى "جورج جاي"فى عام 1923 بعد أن زار المقبرة.

3-قتل الأمير المصرى " على كامل فهمى" فى عام 1923رميآ بالرصاص بعد زيارته للمقبرة .

4-الأخ غير الشقيق ل " دكارنارموت" أصبح أعمى تمامآ، وتوفى بسبب تسمم ف الدم .

5-السير"أرشيبالد دوجلاس ريد " ، الذى قام بعمل الأشعة السينية للمومياء ، مات بمرض غامض.

5-القائد" ريتشارد بيثل "،السكرتير الشخصى لكارتر مكتشف المقبرة ، عثر عليه مخنوقآ فى سريره.

أغرب ما فى هذه الوقائع ، هو ان "هوارد كارتر" الذى أكتشف المقبرة وفتحها ،قد مات بعد عقد من الزمان بعد التقدم فى السن وأمراض الشيخوخة.

ومازال البعض ينسب وفاته إلى لعنة الفراعنة ..   ....!!!!

ومازال السؤال مطروحآ للمناقشة هل ما حدث هو لعنة توت عنخ أمون أم لعنة الرادون؟؟؟؟؟؟