معضلة نزاهة الانتخابات في ظل التطور التكنولوجي

تفاصيل العمل

وقتما بدأ نظام العمل بحق الشعب في اختيار رئيسه كانت وسائل التشويش قليلة, كما كان تواصل المرشح والناخب أكثر درجة من القرب، مع ذلك كانت وسائل التضليل حاضرة وخداع عامة الناس يسيرة، عقب التحديث السريع والتطور التكنولوجي المستمر، أصبحت الحياة الاجتماعية مرهونة بتلك الدرجة من التغيير، وهو ما لم تنج منه البيئة السياسية فتم تقسيم الديموقراطية بما قبل وبعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة عام ٢٠١٦، وقتها كانت الشواهد تتجه لفوز المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون لكن حدث العكس وفاز رجل الأعمال دونالد ترامب.

على الرغْم أن دمج مواقع التواصل الاجتماعي بالانتخابات الأميركي سبق ترشح ترامب فقد كانت الانتخابات الرئاسية لعام 2008 هي الأولى التي استخدم فيها المرشحون شبكات التواصل الاجتماعي كأداة دعاية في حملات المرشحين. في عام 2008، كان الرئيس المنتخب باراك أوباما أول من استخدم موقع يوتيوب لتنظيم المؤيدين والتواصل مع الأفراد، لكن تطور تلك المواقع أدى إلى صعوبة الرقابة عليها، لذا خشي الكثيرون أن مقالات الأخبار الزائفة التي انتشرت على فيسبوك قد أثرت على نتائج الانتخابات، فقد هدف العديد من مروجي الأخبار الزائفة إلى مساعدة ترامب على الفوز، اعتقد64٪ من البالغين الأمريكيين أن الأخبار المضطربة تمامًا قد تسببت في قدر كبير من الارتباك حول الحقائق للأحداث الجارية وقتها، لاقى استخدام ترامب المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي مقارنة بالمرشحين الآخرين اهتمام بين مؤيد ومعارض، إذ استغل موقع تويتر للرد السريع على منافسيه والإعلان عن موقفه بشأن القضايا المختلفة، وفق البيانات التي أعدها مركز بيو للأبحاث، بلغت نسبة تغريدات ترامب على تويتر التي أعاد الناس نشرها نسبة 78% التي بلغت حوالي 8000 مرة خلال الحملة الانتخابية.

مع ظهور قنوات الذكاء الاصطناعي وتطوير المهمات التي تقوم بها، زادت المخاوف حول خطورة استخدام تلك الطرق في تصدير الأخبار الكاذبة المدعومة بالصور والفيديوهات، يمكن الآن إنشاء أصوات بشرية مستنسخة وصور ومقاطع فيديو وصوت فائقة الواقعية ورخيصة التكلفة مع ربط هذا المحتوى المزيف بخوارزميات قوية لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن ينتشر بعيدًا وبسرعة، وقد ظهر ذلك سريعًا عقب تنصيب الملك تشارلز في بريطانيا، بعدها انتشرت صور له في احتفالات اُستخدم فيها الذكاء الاصطناعي فظهرت قريبة من صور حقيقية، درجة التزييف العميق الذي انتشر لترامب وهو يقاوم بعنف القبض عليه من قبل شرطة نيويورك، أو مقيّد بالأغلال وفي معاطف السجن يمكن أن تؤثر على فرصه في الانتخابات القادمة خاصة وهو يواجه اتهامات جنائية في نيويورك. تعتمد تلك التقنية وسائل غير تقليدية لتضليل الناخبين، أحد الاحتمالات هو إرسال للناخبين المعارضين المحتملين للمرشح معلومات حول أحدا غير سياسية سواء في الرياضة أو الترفيه لدفن الرسائل السياسية التي يتلقونها بين غيرها من الرسائل.

بطاقة العمل

اسم المستقل Ahmed E.
عدد الإعجابات 0
عدد المشاهدات 4
تاريخ الإضافة