في ليلة مظلمة، حيث تتلاشى الحدود بين العالم البشري والعالم الآخر، كان هناك قرية صغيرة مهجورة. يقال إنها ملونة بأرواح شريرة وشياطين تجول في أزقتها المظلمة.
في هذه القرية، كان هناك رجل يُدعى عبد الرحمن. كان يعيش بمفرده في منزل قديم يعج بالأسرار. كان يسمع أصواتًا غريبة في الليل، تأتي من الزوايا المظلمة للمنزل. كان يعتقد أنها أصوات الشياطين التي تحاول الوصول إليه.
لكن يومًا ما، حدث شيء غريب. انفتحت باب غرفة عبد الرحمن ببطء، دون أن يكون هناك أحد يفتحه. دخلت كتابة غريبة على الحائط، بخط مكتوب بالدماء: "أنا هنا".
اهتز عبد الرحمن من الخوف. هل هذا كان عمل شيطان؟ هل هو محاصر في منزله مع قوى خارقة؟
بدأ يبحث عن إجابات. قرأ عن طقوس قديمة وأمور غامضة. قرر أن يستدعي الشيطان بنفسه. أعد الشموع ورسم دائرة من الدماء على الأرض. قال الكلمات القديمة وانتظر.
فجأة، اهتزت الأرض. ظهرت شكلًا غامضًا في وسط الدائرة. كانت عيناه حمراء مشتعلة، وجلده أسود كالليل. كان الشيطان هنا، أمام عبد الرحمن.
"ماذا تريد؟" سأل عبد الرحمن بصوت مرتجف.
ضحك الشيطان بصوت مرعب. "أنا هنا لأخذ روحك، عبد الرحمن. لكن لدي عرضٌ لك. إذا أعطيتني قلبك، سأمنحك القوة والثروة التي لا تحصى."
عبد الرحمن تردد. هل يجب أن يقبل هذا العرض المرعب؟ أم يجب أن يقاوم الشيطان ويحاربه؟
وفي لحظة من الجنون، قرر. أخذ سكينًا وانفتح صدره. أخرج قلبه ووضعه أمام الشيطان.
الشيطان ابتسم وأخذ القلب. "لقد اخترت بحكمة، عبد الرحمن. الآن ستكون جزءًا مني إلى الأبد."
وبينما اندلعت اللهب حولهما، ابتعد الشيطان واختفى في الظلام.
منذ ذلك اليوم، لم يعد يسمع عبد الرحمن شيئا عن ذلك الشيطان