مقال (ما السرُ وراء ابتعاد القمر عنّا؟)

تفاصيل العمل

قمت بمراجعة وتدقيق هذا المقال

"ما السرُ وراء ابتعاد القمر عنّا؟

بالطبع القمر جميلٌ, ولكنه مهمٌ أيضًا لاستمرار الحياة على كوكب الأرض, لذلك ليس بالأمر الصعب أن نحكمَ على القمر بالأمر المفروغِ منه -كما هو الحال الآن-. وفي كل ليلة نراه يُضيء السماءَ على مر التاريخ, ولكن هذا غير صحيح تمامًا.

يُعتقد أن القمرَ تشكل عندما اصطدم كوكب بحجم كوكب المريخ يُدعَى كوكب (بروتو) بالأرض قبل 4.5 مليار سنة, وأن حِطام هذا التصادم قد شكل القمر, والمحاكاة الحاسوبية لمثلِ هذا التصادم تتماشى مع نظام القمر والأرض الذي نراه حاليًا في القرنِ الواحد والعشرين.

وقد أوضحتْ المحاكاة أنه خلال وقت تشكُل القمر أخذ القمر مكانًا أقرب للأرض وقُدر تقريبًا ب 22.500 كيلومترًا (14.000 ميلًا), مقارنة مع ربع مليون ميلًا (402.336 كيلومترًا) وهي المسافة بين القمر والأرض اليوم.

إن معدلَ دوران القمر بعيدًا عن الأرض يزداد بمعدل 3.78 سنتيمترًا (1.48 إنشًا) سنويًا, أي بنفس معدل سرعة نمو أظافرنا.

في حين أن 3.78 سنتيمترًا ليس بكثيرٍ, ولكن يمكن لهذا الفرق البسيط أن يؤثر على دوران الأرض ويجعل الدوران بطيئًا خلال فترة طويلة.

بدون القمر من الممكن أن تُبطئ سرعة الأرض بما فيه الكفاية لتصبح غير مستقرة, ولكن سيستغرق ذلك مليارات من السنين. ومن الممكن عدم حدوثه على الإطلاق, بالإضافة لعدم وجود مد وجزر بدون وجود القمر.

ويتم الحفاظ على دوران القمر في محوره حول الأرض بسبب قوة الجاذبية الواقعة عليه من الأرض, ولكن القمر أيضًا يُمارِس قوة جاذبية على كوكبنا وهذا يسبب حركة محيطات الأرض ليسبب ظاهرة المد والجزر.

تمد ظاهرة المد والجزر القمر ببعض الطاقة, هذا يُمَثِل كدفعة إلى مدار أعلى. هذه الظاهرة مشابهة تمامًا لدوار الأطفال, وهي تُمَثَل بجملة الأسرع دورانًا أقوى شعورًا لرميه خارجًا.

الأيام على الأرض في وقت مبكر, بالتحديد عند ولادة القمر, كانت خمس ساعات, ولكن مع تأثير القمر على الأرض خلال 4.5 مليار سنة أصبح اليوم 24 ساعة كما نراه اليوم, وسيستمر في التباطؤ في المستقبل.

يمكننا أن نرى أدلة التباطؤ عبر حفريات بعض المخلوقات, على سبيل المثال: (الشعاب المرجانية, ونطاقات نموها اليومي) تمكننا من حساب عدد الأيام التي وقعت في السنة خلال الفترات الماضية, وخلال ذلك نرى أن التباطؤ يسبب فترات أطول بمعدل 19 ساعة لكل 4.5 مليار سنة.

حيث طول اليوم, أو بعبارة أخرى سرعة دوران الكوكب تلعب دورًا هامًا في استقرار الكوكب وأي تغيير يطرأ على السرعة سلبًا قد يؤثِر على مواسمنا.

فخلال فصل الصيف يميل نصف الكرة الشمالي نحو الشمس لذلك نحصل على أيام أطول وطقس حار, ولكن في فصل الشتاء يميل نصف الكرة الشمالي بعيدًا عن الشمس لذلك نحصل على أيام أقصر وطقس بارد.

ولذلك إن حدث وأصبحت الأرض غير مستقرة ستواجه بعض المناطق درجات حرارة غير معهودة بالنسبة لها سواء بارتفاعٍ في درجة الحرارة أو نقصان بها.

ونحن كبشر يمكننا التكيُف مع البيئة لتلبية احتياجاتِنا, لذلك من المرجح أنه يمكننا التكيُف من مواجهة أي تغيراتٍ غير مستقرة للأرضِ بسبب حصولنا على مكيف للهواء في الصيف والكثير من التدفئة في فصل الشتاء.

ولكن لسوء الحظ. بعض الحيوانات ليست قادرة على التكيُف فإذا حدثت هذه التغيرات وأصبحت الأرض غير مستقرة لن يكون لهذه الحيوانات فرصة للتطور لتصبح ملائمة بشكل كبير للتكيُف مع هذه الظروف وهذا ما سيُلحِق بها الأذى بكل تأكيد.

بالنسبة للجنس البشري حاليًا لا يتملكه خوفًا كبيرًا بسبب وجود التكنولوجيا التي يمكن استخدامها في تسريع دوران الأرض أو نقلنا إلى العيش في كوكب آخر داخل مجرتنا مجرة درب التبانة.

ترجمة: Mohamed Elsayed

مراجعة وتدقيق لغوي :Ahmed Negm

تصميم: بنان ياسر "

بطاقة العمل

اسم المستقل أحمد ن.
عدد الإعجابات 0
عدد المشاهدات 252
تاريخ الإضافة
تاريخ الإنجاز