كيف يتعلم الإنسان
سنتحدث في هذا المقال ( وبإيجاز شديد ) عن أشهر المدارس والنظريات التي حاولت أن تفسر عملية التعلم، وسنتناول ـ بمشيئة الله فيما بعد ـ ما الذي يحدث في ذهن الإنسان عندما يتعرض لموقف تعليمي، وما المقصود بالعلم أصلاً ، ومتى نقول عن النتيجة أنها نتيجة علمية أو غير علمية.
وبالعودة إلى أشهر المدارس والنظريات التي حاولت أن تفسر ( كيف يتعلم الإنسان؟ ) نجد أن للعلم التربوي في هذا المجال مذاهب متعددة:
فمنهم من ذهب إلى أن تعلم الإنسان ما هو إلا عدد من المعارف التي يقدمها الكبار للصغار، والمعلمون للطلاب، وظهر تحت هذا المفهوم نظريات وتكتيكات من أشهرها " البيداغوجيا" و "الديداكتيك" وأصحاب هذا الاتجاه أو المذهب هم " المعرفيون" الذين فسروا عملية تعلم الإنسان في نقل المعرفة إليه من أجل " حماية قلبه من الشرور ونفسه من الزلل"
وهناك من ذهب إلى أن عملية تعلم الإنسان ما هي إلا " عملية استبصار" وأصحاب هذا المذهب يُعْلون من قيمة الإداراكات؛ لكون الإنسان يدرك الكليات أولاً، ثم يبدأ في إدراك التفاصيل، وأصحاب هذا المذهب أو الاتجاه يعرفون بـ " الجشتالت أو الجشطالت" أو مدرسة المجال، ولذلك هم عندما يسعون إلى تعليم إنسان ما يبدؤون بالكلمة قبل الحروف .. وهكذا
ومن أشهر المذاهب أو المدارس التي فسرت عملية تعلم الإنسان " المدرسة السلوكية" التي ترى أن التعلم ما هو إلى تعزيز لسلوك ما؛ ولذلك قاموا بالإعلاء من أهمية التعزيز وقسموه إلى : تعزيز مستمر وتعزيز متقطع، وتعزيز سلبي وإيجابي، وتعزيز فوري وتعزيز مرجأ.
وفي العصر الحديث ظهرت اتجاهات ونظريات ونماذج متعددة من أشهرها ( البنائية والبنيوية) والتي ستكون موضوع مقالنا القادم إن شاء الله تعالى.