كيف تبلور فكرة بحثك :
يُعَدُّ البحثُ العلمي عملاً متواصلاً ، يتّسم بالتكامل المعرفي ؛ فيكمل بعضُه بعضاً ، ولا يأتي جديد إلا وقد اعتمد على دراسات وبحوث أخرى في نفس المجال .
والبحث العلمي يتفاعلُ مع قضايا العصر ومشكلاته ، وهو أداة أثبتت فاعليتها في تحقيق الأهداف ، والوصول إلى الغايات .
والباحثون السابقون هم من كانت لهم إسهاماتٌ جيدة ؛ ظهر فيها اهتمامُهم بدراسة كيفية تشكيل المعاني والمفاهيم العلمية، ودارت تساؤلاتُهم حول العوامل المؤثرة ؛ فمنهم من ركز دراساته على الشخصية ، أو دقةِ التعبيرات ، أو وضوحِ أفكار الغير ، وحماسته ، وطريقةِ ثنائه ، ومنهم من أثار تساؤلات أخرى حول ما يجري داخل الذهن من عمليات ؛ تؤثر في اكتسابه المفاهيمَ ، وفي قدرته على ممارسة أنماط التفكير .
وبرغم أن الدراسات العلمية والأدبية، حظيت باهتمام كثير من الباحثين ؛ فأُجريت في تدريس فنونها دراساتٌ عدة ، وأبحاثٌ متنوعة ، إلا أنه من الملاحظ أن أغلبَ هذه الدراسات اتفقت على ضعف الطلاب ( بمختلف مراحلهم الدراسية ) في كثير من مهارات التعلم ، وقصور الاستراتيجيات المعتادة في تنمية هذه المهارات ؛ فقدمت هذه الدراسات استراتيجيات متعددة لتنمية مهارات المتعلمين، ووضعت مقاييس لمعرفة أثر تلك الاستراتيجيات ، وأوصت باستخدام استراتيجيات حديثة في تنمية محددة لدى المتعلمين.
والباحث الأصيل هو الذي يقوم بتتبّع خُطَى ما سبقه من بحوثٍ ودراساتٍ سابقة؛ ويستطيع أن يحدد بدقة: كيف استفاد من منهجيتها العلمية ، ومن نتائجها وتوصياتها ، ويأخذ منها ما يخدم موضوعه، وما يؤصِّل بناء أدواته؛ وبالتالي يمكنه من الالتزام بالطرق العلمية الصحيحة في تطبيق أدوات البحث، واختيار الأساليب الإحصائية المناسبة لتحليل نتائج التطبيق، وتفسير النتائج، ثم صياغة التوصيات والمقترحات المرتبطة بجهده العلمي.