مقال عن التاريخ الفرعوني

الحضارة الفرعونية،

الحضارة الفرعونية وتعرف أيضًا باسم حضارة مصر القديمة وهي الحضارة التي كانت بارزة في البحر الأبيض المتوسط قبل ما يُقارب ثلاثون قرنًا، وتميزت الحضارة الفرعونية بازدهار مجالي الفن والجمال الذي ظهر واضحًا من خلال الهندسة المعمارية في بناء الأهرامات العظيمة، والآثار والتحف والنقوش عليها بالكتابة الهيروغليفية، وكانت حضارة مصر القديمة تحت حكم الفراعنة، والجدير بالذكر أن كلمة فرعون تُشير إلى البيت الكبير، أو القصر الذي يعيش فيه الملك، وفرعون هو الوسيط بين الآلهة والمصريين، كما سادت في أثناء الحضارة الفرعونية الاحتفالات، والمناسبات الدينية التي من الواجب أن يُشارك بها مختلف فئات شعب المجتمع المصري آنذاك، نشأت الحضارة الفرعونية في مصر القديمة في شمال شرق أفريقيا منذ سنة 4000 قبل الميلاد، حيث تَشكلّ المجتمع المصريّ من ثلاثة مستويات هرميّة، وهي: الآلهة، والملك، والموتى، ويعدّ الملك أكثر عناصر هذا التكوين أهمية، حيث يدير شؤون الرعيّة، وينظّم أحوال البلاد، كما قدّس المصريّون القدماء الموتى وباركوهم، وقدّموا لهم القرابين، والذبائح، كما أطلق المصريون على ملوكهم لقب الفراعنة، وكان يتزوج الملك بملكة وعدّة زوجاتٍ قاصرات، وقد كان الحكم عند المصريين بتوارث المُلك عن طريق الهبات الإلهيّة، أو تسليمة من الآباء للأبناء، ويشار إلى أن استلام الملك لأبناء الملكات أكثر مقارنًة مع أبناء الزوجات الأُخريات، ساعد وجود نهر النيل في مصر القديمة على تشكلّ المجتمعات الزراعيّة منذ سنة 6000 قبل الميلاد، كما تطور المجتمع المصريّ، ونشأت أول أسرة حاكمة في سنة 3100 قبل الميلاد، ومن أبرز فترات الحكم الفرعوني المصري، هي الدولة القديمة، وعرفت باسم المملكة القديمة، وامتد حكمها 450 عامًا، ثم أتت بعدها الدولة الوسطى، وسيطرت أسرة منتوحوتب على العرش واتّخذت مدينة طيبة عاصمًة لها، وامتد حكمها 370 عامًا، كما امتازت بتركيزها على التجارة، إذ شكلت مناجم منطقة النوبة المصدر الأساسي للذهب في مصر، كما تاجر الفراعنة ببعض السلع كخشب الأبنوس، والعاج، وجلود الفهود، ثم تليها الدولة الحديثة، وعُرفت باسم الإمبراطورية الحديثة، وامتد حكمها خلال 460 عامًا، كما عاش فيها ثلاث سلالات من الأسر الحاكمة، حيث تُعد أسرة أخناتون واحدًة من هذا السلالات، وامتازت هذة الفترة من الحكم بانتشار الفن، والآثار، والعمارة، ومن المعروف أن آثار الحضارة الفرعونية القديمة تعد من أهم الحضارات التي شهدها العالم القديم والحديث؛ حيث بنى المصريون القدامى أهرامات ومعابد بعد إنشاء مملكة موحدة، ومن أهم هذة المعالم الأثرية: معبد حتشبسوت، ويقع عند سفح المنحدرات المرتفعة عن أرضية الصحراء، يليه الهرم المنحني بناه فرعون يُدعى سنفرو في دهشور، وهو هرم مرتفع عن الصحراء، وهرم زوسر الذي يعتبر أول هرم بناه قدماء الفراعنة في القرن 27 قبل الميلاد، ويقع في مقبرة سقارة، على الضفة الشرقية لنهر النيل في مدينة طيبة القديمة، ومن أهم الآثار التي من المهم ذكرها وهو أبو الهول العظيم الذي يعتبر أقدم، وأكبر المعالم الأثرية، ويقع في الجيزة، وبني على يد الفرعون خفرع، ويعد أكبر التماثيل المتراصة في العالم، والهرم الأحمر الذي بُني على يد الفرعون سنفرو، ويعد رابع أعلى هرم في مصر، ووادي الملوك الذي شُيدت فيه مقابر ملوك الحضارة الفرعونية لمدة خمسمائة عام، ويحتوى الوادي على ثلاثة وستون مقبرة وحجرة، حيث زُينت المقابر الملكية بمشاهد من الأساطير المصرية، وأبو سمبل الذي يضم معبدين صخريين في جنوب مصر على الضفة الغربية لبحيرة ناصر، ونُحت المعبدين في عهد الفرعون رمسيس الكبير، ليكون نصبًا تذاكريًا له وللملكة نيفرتاري، للحضارة الفرعونية أهمية كبرى ظهرت في أنها ساهمت في تطور المباني والعمارات الضخمة التي شيدها الفراعنة للدلالة على القوة، وساهمت في تطور الدولة على الصعيد الزراعي بفعل الحضارة الفرعونية التي أنشأت النيل الذي أصبحت فيضاناته سببًا بإمداد التربة بالمياه اللازمة للزراعة، وساهمت في تكوين شبكات تجارية واسعة عبر كل من نهر النيل، والبحر الأحمر، وانتهت الحضارة الفرعونية بانهيار الاقتصاد المفاجئ في عام 2200 قبل الميلاد.

ک/ حبيبة أحمد