حكايات إلى ديميان "الساعة المتوقفة عند السابعة"

تفاصيل العمل

قصة قصيرة مترجمة من كتاب "Recuentos para Demian" للكاتب الأرجنتيني Jorge Bucay. الكتاب يتكون من قصص يرويها خورخي لديميان، تبدأ كل قصة بحوار بينهما ثم يشرع خورخي برواية قصة تساعد ديميان حتي يتخطى شكوكه، ويفهم الحياة، و يتصل مع ذاته.

هذه القصة هي مونولوج لشخصية تكتب وحيدة في غرفتها:

"علي أحد جدران غرفتي توجد ساعة قديمة جميلة لكنها لا تعمل، توقفت عقاربها إلى الأبد تقريبًا، تشير بثبات إلى نفس الوقت: الساعة السابعة بالضبط. في معظم الأوقات تكون الساعة مجرد زينة عديمة الفائدة على جدار أبيض فارغ. ومع ذلك، هناك لحظتان في اليوم، لحظتان عابرتان، عندها يبدو أن الساعة القديمة تُبعث من رمادها مثل طائر الفينيق.

عندما توقف كل ساعات المدينة رحلاتها المجنونة لتشير الي الساعة السابعة، وتدق ساعات الوقواق و أجراس الآلات لسبع مرات بأغنيتها المتكررة، تبدو الساعة القديمة في غرفتي كأنها استعادت الحياة. مرتان في اليوم، صباحًا ومساءً. تكون الساعة في وئام تام مع باقي الكون.

إذا نظر شخص ما إلى الساعة في هاتين اللحظتين فقط، فسيقول إنها تعمل بدقة...

لكن بعد تلك اللحظة، عندما تُوقف الساعات الأخرى أغنيتها، وتكمل عقاربها مساراتها الرتيبة، تفقد ساعتي القديمة خطوتها وتبقى وفية لتلك الساعة؛ الساعة التي توقفت فيها عن المضي.

وأنا أحب تلك الساعة. وكلما تحدثت عنها أكثر، أحببتها أكثر. لأني في كل مرة أشعر أني أشبهها أكثر فأكثر. أنا أيضًا عالق في الوقت، أنا أيضًا أشعر أني ثابت وراكد، أنا أيضًا بطريقة ما زينة بلا فائدة على جدار ما فارغ.

أنا أيضًا لدي لحظات عابرة تحين فيها بشكل غامض ساعتي..

خلال تلك الأوقات، أشعر وكأنني على قيد الحياة. كل شيء واضح، ويصبح العالم خلّابًا. يمكنني أن أخلق، أحلم، أطير، أقول وأشعر في تلك اللحظات بأشياء أكثر من كل الأوقات الأخرى. تحدث هذه المواعيد المتوافقة وتكرر نفسها مرارًا وتكرارًا، مثل تسلسل حتمي مترابط.

في المرة الأولى التي شعرت فيها بهذا، حاولت التمسك بتلك اللحظة معتقدًا أنها يمكن أن تستمر إلى الأبد. لكن الأمر لم يكن كذلك. أنا أيضا، مثل صديقتي الساعة، لا أستطيع مواكبة وقت الآخرين.

...بعد هذه اللحظات، تواصل الساعات الأخرى التي تكمن داخل الرجال الآخرين دورانها، وأعود أنا إلى موتي الساكن الروتيني، إلى عملي، إلى محادثات القهوة، إلى مسيرتي المملة التي اعتدت أن أسميها "حياة" . لكنني أعلم أن الحياة شيء آخر.

أعلم أن الحياة، الحياة الحقيقية هي مجموع تلك اللحظات التي، على الرغم من أنها عابرة، إلا أنها تسمح لنا بإدراك الانسجام مع الكون.

يعتقد الجميع تقريبًا _المساكين_ أنهم يعيشون.

لا توجد سوى لحظات قليلة يمكننا أن نعيش فيها الحياة بكامل متعها، وأولئك الذين لا يعرفون ذلك ويصرون على الرغبة في العيش إلى الأبد، سيُحكم عليهم بالعالم الرمادي المتكرر للحياة اليومية.

لهذا أحبك أيتها الساعة، لأننا نفس الشي، أنا وأنتِ."

جزء من حكاية "الساعة المتوقفة عند السابعة"، مترجمة كتاب "حكايات إلى ديميان" للكاتب خورخي بوكاي

بطاقة العمل

اسم المستقل
عدد الإعجابات
0
عدد المشاهدات
192
تاريخ الإضافة
تاريخ الإنجاز