تفاصيل العمل

جزء من (قصة عالمي في مقهي) للكاتب أو.هنري، وترجمتي الخاصة لها :

(في منتصف الليل، كان المقهى مكتظا. بطريقة ما كانت المائدة التي أجلس عليها قد أفلتت من أعين الحاضرين من الخارج، وكان عليها مقعدان خاليان، يمدان أذرعهما وكأنهما يرحبان بحفاوة بالقادمين. وما هي إلا لحظات حتى جلس على أحدهما مواطن عالمي، وقد سعدت لذلك لأني اعتقدت أنه منذ آدم وحواء لم يعرف العالم مواطن عالمي حقيقي.

إننا نسمع عنهم ونرى بطاقات أجنبية على الكثير من الأمتعة، ولكننا نجد مسافرين وليس مواطنين عالميين، ها أنا أصف لك المشهد, موائد ذات قمم رخامية، صفوف من المقاعد مغطاة بالجلد و ملتصقة بالجدران, الصحبة السعيدة، والسيدات في الأزياء نصف المتألقة، يتحدثون بصوت ملحوظ في الذوق والاقتصاد، والثراء، والفن. النادل المحبوب. والموسيقى التي تنشر السعادة بعدل بين الجميع، من سطواتها على المؤلفين، وهناك هذا الخليط من الأحاديث والضحكات، وأكثر من ذلك الجعة السمراء في الكؤوس المخروطية التي تميل على الشفاه كحبات الكريز الناضجة المهتزة على الأغصان أمام منقار طائر متلصص. وقد قيل لي من أحد المثاليين أن المنظر كله كان باريسيا حقيقية.)