أعظم الدعاء ما كان من القرآن.. ومن الأدعية التي أحبها وأرى فيها شمول هما دعاءان على لسان أصحاب الكهف
1- الدعاء الأول " ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدًا"
أي الأمر الذي اخترناه لأنفسنا من الإيمان في وسط الوثنية؛ و "الرشد ": هو إدراك الأمور إدراكا مستقيمًا لا عوج فيه.
دعاء مقرون بعمل مسبق وهو " إذ أوى الفتية إلى الكهف"
وكانت استجابة الدعاء جلية في الآية التالية.. " فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا• ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا"
مكثوا في الكهف مئات السنين ثم بعثهم الله ليريهم كيف انتشرت عبادة الله بين الناس ويروا بأنفسهم كيف أصبحت كلمة الله هي العليا.. فأدركوا بذلك أن دين الله هو الصراط المستقيم وأنه المنتصر في نهاية المطاف إدراكًا لا عوج فيه.
2- أما دعاؤهم الثاني فكان " فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا"
طلبٌ للرحمة مسبوق بعمل وهو الإيواء إلى الكهف كما الدعاء السابق، ولكنه هذه المرة مقرون بأن يهيأ لهم من أمرهم مرفقا.. ومرفقا من الرفق في الأمر، وفي تفسير الشعراوي مفرد جمعه مرافق أي مرافق الحياة..
فكانت استجابة الدعاء حاضرة في الآيات التالية مباشرة..
حيث حفظ الله أجسادهم أثناء نومهم من الشمس حيث ناموا في فجوة من الكهف والشمس تزوارهم يمينًا ويسارًا لا عليهم مباشرة. وكذا جعل الناظر إليهم يظنهم أيقاظًا، يقال أن عيونهم كانت مفتوحة حتى لا تتأذى من طول مدة الإنغلاق. وكذلك كان الله يقلب أجسادهم يمينا ويسارًا حتى لا تأكل الأرض أجسادهم من طول مدة التصاقها بهم.
وكذا حفظهم من البشر من أن يعثروا عليهم سواء في زمنهم فيقتلوهم، أو في زمن آخر فيُدفنوا ولا يستيقظوا من رقادهم.. فكان كلبهم ينام عند الكهف باسطًا ذراعيه. وألقى الله على الناظر إليهم الخوف والرعب فلا يستطيع القرب من الكهف أبدًا.
جميعها أسباب جعلها الله لتمام معجزته وآيته، وهو القادر على حفظهم بدون كل هذه الأسباب.
فلا تغفل أن تأوي إلى كهف عبادتك، بعيدا عن الناس وردد بقلبك ولسانك.. اللهم آتني من لدنك رحمة وهيئ لي من أمري رشدا، اللهم انشر لي من رحمتك وهيئ لي من أمري مرتفقا.
رب لا تحرمنا رحمتك.. وارزقنا الرشد في أمورنا كلها وأتمم علينا رحمتك بمرتفقًا من عندك.
#إسراء_الشرقاوي
اسم المستقل | إسراء ا. |
عدد الإعجابات | 0 |
عدد المشاهدات | 3255 |
تاريخ الإضافة |