سيرة ذاتية روائية -شخصية بقصة حب-

تفاصيل العمل

لم يهدأ باله طوال الليلة السابقة، ظن أنها مجرد ترهات سرعان ما سينسى أمرها، لكن لم يستطع، جلس في المقهى وهو يعيد مشهد البارحة في عقله لمرات عديدة دون توقف، كيف لظهور هذه الفتاة أن يلعب به لهذه الدرجة؟

لمعت أعين فؤاد وهو يرتشف، وقرر أن يصارح صديقه تاج الذهب، لكي يخفف قليلا من وطأة لوعة العشق التي داهمته فجأة:

-منذ يومين رأيت حورية البحر

تنهد تاج:

-متى ستكف عن مزاحك الثقيل

-طيب، سأكف عن المراوغة

ضحك كلاهما، فأكمل فؤاد:

-كنت سأخرج البقالة، ورأيتها تخرج من سيارة الأجرة، أقل ما يقال عنها أنها فاتنة، أعجبت بها، وفي الأخير تبعتها إلى أين، ولولا والدتها لكنت تحدثت معها، وجدتها تدخل لمنزل السيدة السعدية

-اها، وبعدها؟

ابتسم فؤاد:

-قلت أنّه مجرد لقاء عابر، إلى أن وقفت مع العديد من شباب القرية، سمعت أن عامر ابن قائد القرية تقدم لخطبتها، ورفضته فورا

ضحك تاج، فأكمل فؤاد:

-مجددا قلت بما أنها رفضت عامر لا فرصة لك يا فؤاد، حتى بالحديث معها، وفي الصباح وجدت في حائط البقالة الخارجية رقم فتاة، وكان بعض الشباب يدونوه، ‘إلى أن قالوا أنّه لحنان الفتاة القادمة من القاهرة لزيارة عمتها، والتي أيضا رفضت عامر، أخذت الرقم واتصلت أجابتني هي بصوت متثاقل، ولا أظن أني قادر على نسيان تلك النبرة، عدت فورا ومسحت الرقم، الظاهر أنه أحد ما قام بمقلب لها، فرعشة صوتها لا تبدو أنها من وضعت رقمها..

تأمل تاج ملامح فؤاد:

-لأول مرة أراك تتحدث بهذا الأسلوب الشاعري

دخل عامر ابن قائد القرية التي دارت حوله الأحاديث هذا الصباح في مختلف بيوت القرية، ظل عامر يمشي مشيته المغرورة كعادته، ما إن لمح فؤاد، حتى رمى كلماته:

-فؤاد، هل لا تزال تلبس ذلك القميص البالي؟

التفت تاج وهو يصر على أسنانه:

-هل لك الرحيل في سبيلك، أفضل لك ولنا

رفع فؤاد شفته باستحقار وقال بشكل مستفز:

-سمعت أنه تم رفضك يا رجل

وقف عامر متجمدا، فأكمل فؤاد بنوع من الاستخفاف:

-ألا ترى أن تثق بنفسك بشكل كبير، تريد خطبة فتاة تقطن في المدينة، وفوق كل هذا متعلمة ومثقفة، هل جننت؟ لماذا لا تخطب من يساوي مقامك

أمسك عامر ياقة فؤاد:

-ماذا قلت يا حقير؟

ضحك فؤاد، أتته لكمة أسقطته أرضا، هرع صاحب المقهى وهو يصرخ:

-لا أرغب بأي شجار هنا، لو سمحتم

رفع عامر الكرسي وهو يرغب برميه، مسح فؤاد شفته وقال له بهدوء:

-هذه هي سمات الضعفاء، يلجؤون إلى العنف

وقف فؤاد، وبدوره سدد لكمة على وجه عامر، كان يعرف فؤاد أن بنيته أقوى من عامر، ما إن رفع قبضته حتى رفع عينيه والتقت بأعين حنان المرتعبة التي راقبته من زجاج المقهى الخارجي، ارتعشت يداه، في حين انطلقت هي بخطوات سريعة..

وقف وهو يهرول بدوره، ما إن ابتعدت حتى نادى باسمها دون شعور:

-حنان..

لكن ندائه جعلها تركض أكثر بدل الهرولة...

بطاقة العمل

اسم المستقل Afaf M.
عدد الإعجابات 0
عدد المشاهدات 49
تاريخ الإضافة