لم تكن تحب أن تتذكر ، ولكن كان الحنين أقوى من إرادتها، لا تزال نفس الذكرى تفرض نفسها ، تستيقظ بحنينها ..لم يكن حلماً؟ وإنما هي الذكرى التي لا تنتهي أبداً، وكأنها ذنباً ..وأخذت تُكفر بها عن ذنبها ما تبقى من عمرها، لم تفعل أسرار جديدة فلم تسنح لها الذكرى فرصة صُنع الأسرار والخبايا والأمور التي قد تُهِم حاضرها التي تحياه، لأنها لازالت حبيسة أسرارها القديمة ، وعلى قدر ما كانت تُحب البوح بأسرارها، باتت تستر تلك الأسرار البائنة عن أعين الجميع، ربما نعتوها بالبلهاء! كيف تحِن لماضي لن يعود؟ كيف تسمح لقلبها المفطور أن يجهز عليها ليحطمها على الأخير؟ هي لا تصدق نفسها ولا تستوعب مدى ما وصلت إليه! لم يعد القلب الذي كان يدفعها لتعترف موجود، ولم يتبقى لها سوى بعض القلوب التي تدفعها قهراً لإطلاق سراح أسرارها، ولكنها لا تفعل ،فهي تكتفي بوحدتها وتنزوي بعيداً عن الأنظار وتسمع تمتمات حديثهم و تساؤلاتهم (لا نعرف ما فُعل بها؟) ( ولكنها الأيام فقط هي القادرة على حلّها) في حين أنها تتخذ من الصمت رفيق، لا ترى من إجابتهم عائد ولا فائدة ، فهي لا تعرف إلى متى ستظل صامتة، فمن الصعب عليها أن تتوقع ، ربما خمنت وقتاً .. وربما تركتهم جميعهم وراءها و ذابت مع ثلوج أيامها وتلاشت للأبد.
قصة قصيرة
تأليف: سحر علي عمر
اسم المستقل | سحر ع. |
عدد الإعجابات | 0 |
عدد المشاهدات | 14 |
تاريخ الإضافة | |
تاريخ الإنجاز |