الموسوعة القانونية الشاملة في شرح الأنظمة السعودية إنسكلوبيدي نظامية قضائية سعودية

الكتابة في مجال القوانين والأنظمة من أهم الكتابات في المجال القانوني فهي لا تتوقف على الجانب النظري وحسب بل ترتبط إرتباطا عضويا وثيقا بمجال التطبيق وتنزيل الأحكام على معاملات الافراد بما يقوم به القضاء في ساحات المحاكم ورجال القانون في الشروح والتعليقات وكلّما تسلح القائمون على هذا العمل في المجال التطبيقي بقواعد تفسير منضبطة استطاعوا أن يرتقوا بالنظام القانوني إلى الدرجات العلا واستطاعوا أن يحققوا الهدف الأسمى من إقامة أي نظام قانوني ألا وهو العدالة

وإذا كان يُقصد بتفسير النصوص هو توضيح ما أُبهِم من ألفاظ التشريع وتكميل ما اقتضب من نصوصه وتخريج ما نقص من أحكامه والتوفيق بين أجزائه المتناقضة فكل جهد يُبذل في هذا المجال ضمن القواعد الأصولية واللغوية والغاية الاجتماعية للقاعدة يُعتبر تفسيرًا من ذلك أن تفسير القوانين يأتي في المنظومة القانونية بعد عملية التشريع ليكون همزة الوصل بين خطاب المنظم والواقع المعايش.وكان هذا التفسير يتخذ صورا متعددة فإن ما يعنينا في هذا العمل هو التفسير الفقهي او ذلك التفسير الذي يتولاه المتخصصين أساتذة القوانين والأنظمة وهو يُعبر عن الجهد الذي يبذله شراح القانون والفقهاء في تفسير القواعد النظامية وأحكام القضاء والتعليق عليها وانتقادها. ويستعين الفقهاء في تفسيرهم بقواعد المنطق السليم دون النظر إلى النتائج العملية التي يؤدي إليها تطبيق النظام على الحالات الواقعية ومن حصيلة جهد الشراح تتكون مجموعة من الاتجاهات الفقهية التي تكون خير معين للقاضي في تكوين آرائه، وخير معين للمنظم في تعديل القواعد النظامية وتطويرها.

وهناك اكثر من سبب لهذا العمل واهمها على الإطلاق حداثة معظم الأنظمة في المملكة العربية السعودية الحبيبة بما يستلزم أن يكون رجال القانون وفقهائه خير معين للمنظم في تفسير وشرح تلك الأنظمة وأيضا خير معين للقاضي في مجال التطبيق لتلك النصوص على الوقائع المعروضة عليه ومن تلك الأسباب أيضا قلة بل وندرة المكتبة القانونية السعودية من مثل تلك الأعمال الموسوعية ويبقى في القلب والذهن من تلك الأسباب الإضطلاع بالمسؤلية والأمانة على عاتق الكاتب وتتمثل في إنتاج هذا العمل لكل مشتغل بالقانون وممارس له على المستوى النظري البحثي او المستوى العملي في مجال القضاء ربما لا يكون هذا العمل تتحقق لديه مستويات متقدمة من الكمال ولكنه يبقى جهد جهيد من الكاتب ويعتبره قطرة وأول الغيث قطرة ومرشدا وهاديا في طريق تحقيق الهدف الذي يسعى اليه الجميع وهو تحقيق العدالة

وقد إعتمد الكاتب في تقسيم موضوعات الموسوعة تقسيما بسيطا بعيدا عن التقسيمات المعقدة والتي قد تنال من جودة أي عمل إبداعي حيث قسم الكاتب الموسوعة من حيث الشمولية والعمومية ثم الخصوصية وهو أيضا تقسيم مفتوح وليس مغلق لأنه قد يستجيب لضم ما يستجد من أنظمة مستقبلا في خلال فترة إنجاز هذا العمل وذلك على النحو التالي