التفكير الفلسفي في الثقافة المصرية
التفكير الفلسفي يعتبر من العلوم الإنسانية المعقدة التي تسعى إلى التفكير بعمق حول قضايا الحياة والوجود والإنسان وعلاقته بالمجتمع والكون. وتمثل مصر محورًا رئيسيًا في الثقافة والتاريخ الإنساني والعربي، وقد شكلت الحضارة المصرية القديمة أهم ثروات التاريخ الإنساني، ومنذ ذلك الوقت مضت مصر في مواكبة الأفكار والتفكير الفلسفي.
ولقد شهدت فترة المخلفات الإسلامية في مصر تطورًا في الفكر الفلسفي، وذلك بفضل الفلاسفة والمفكرين المصريين الذين أثروا في مسيرة هذا التفكير، وجعلوا من تفكيرهم الفلسفي منهجًا علميًّا يساعد على فهم العالم وأغواره.
وفيما يلي نتعرف على تفاصيل بعض الفلاسفة المصريين الذين أثروا في التفكير الفلسفي خلال المراحل المختلفة:
الفلاسفة في فترة المماليك:
في هذه الفترة ظهر مجموعة من الفلاسفة المصريين الذين ظل تأثيرهم قائما حتى اليوم، أولهم: ابن خلدون الذي عمل على صياغة نظريات الحضارة والتاريخ والعرب، كما تشتهر مقولته المشهورة: "الأمم تموت من التمدُّد والنحوسة، لا من القتال والقهر".
ومن بين هؤلاء راشد الدين الكيوبي الذي يعدّ من أهم الفلاسفة في فترة المماليك، حيث قدّم نظرياتٍ حول النفس، والجوهر، وعلاقة العبادة والتزام الشريعة بالأخلاق.
ويعتبر إبراهيم البياضي هو العالم الذي صاغ أول تعريف فلسفي للمجتمع، وكان من مهماته التي يعتبرها النقاد الحاليون أنهم تأثروا بها أنه قدّم التحليل الأولي للتوحيد العقلي وأثر ذلك في نهضة المعرفة في العالم الإسلامي.
الفلاسفة في فترة النهضة الفكرية:
في الفترة التي تلتها، ظهرت في مصر مدرسةٌ فلسفية مهمة تدعو إلى تجديد وتحديث المفاهيم الفلسفية العربية، حيث قادها فكريًا:
الطيب النجار الذي حاول إظهار التشابه والإختلاف بين النص والثقافة.
ومحمد عبده الذي تأثر بالفكر الفرنسي، وطرح محاولاتٍ لاستخلاص فكرة الحرية والمساواة والعدالة من الشريعة الإسلامية، وهو يعتبر أحد أهم فلاسفة النهضة الفكرية في العالم الإسلامي.
كما عرف العالم الذي وضع نظرية العلم الاجتماعي الذي اسمته الفلاسفة المصريين بـ"ابن خلدون الجديد" حيث نجح في تطوير الفكر الفلسفي العربي وجعله على مواكبة الفكر الغربي الحديث.
وكان أحمد لطفي السيد من بين أهم التربويين المصريين، حيث قدّم افكاراً واستراتيجياتٍ تركز على تحسين التعليم وتطوير الفكر العلمي والفلسفي.
وفي عصرنا الحالي، يزداد الاهتمام بالتفكير الفلسفي، ويحاول العديد من الفلاسفة الشباب إثراء الفكر الفلسفي ببحوثهم ومقالاتهم المختلفة، ومن بينهم صابرين عطية، الذي يركز على الجانب الإنساني في الفكر الفلسفي، وتامر الصياد، الذي يعرض تحليل المفاهيم الفلسفية من وجهة نظر غربية.
وبهذا يتبين أن مصر تشكل بؤرة للتفكير الفلسفي، ويزداد الاهتمام بها في العالم العربي، كونها لها علاقة رئيسية بالحضارة الإسلامية، وكذلك الحضارة الإنسانية بشكل عام، وبمعزل عن العروض المعمارية الخالدة التي لا تزال صامدة حتى اليوم، يعتبر تطور الفكر الفلسفي واحدًا من الصميميات التي يرفع فيها اسم مصر إلى العالم ويأتي بما يثري في الثقافة العربية والأفكار المعاصرة