رواية ميثاق
هي أولى رواياتي تم نشرها إلكترونيًا، وهي تعتبر من روايات الرعب والجن.
بعض الاقتباسات:
* أخذ يُقَلِّب الدِّماءَ مع رَمَادِ الورقة ثم سَكَبَها على يده اليمنى وطلب من (زياد) أن يمد له كفَّهُ اليمنى وأطبق عليها بكَفِّه المملوءة بالدماء وأخذ الخليط يتساقط من كفَيْهِما وقال: ردد معي ما أقول.. بسم الله الملك.. قاهرِ الجبابرة.. ومالكِ الدنيا والآخرة.. أقسم عليك يا فَردَقْدُوس يا خادم هذا الطلسم أن تنير طريقنا بهذه الدماء.. وتفي بعهد الرُّفقاء.. أقسِمُ عليكم يا كشكليموس ويا قيدرائيل ويا طاحول يا خُدَّام الأحرف المكتوبة والطلاسم المعهودة.. انقلوا هذا المكان.. إلى مثيلِهِ في عالم الجان.. الوحَا الوحَا.. العَجَل العَجَل.. السَّاعة السَّاعة.
أخَذَ (زياد) يردد مع (حمزة) ما يقول، إلى أن بدأت الدماء في كفِّه تضيءُ بلونٍ أحمرٍ نارِيٍّ أخذ يزداد قوَّة أكثر فأكثر، وخُيِّل إليهِ أنه يسمَع صوتَ أشخاصٍ بالخارج، ولكنِ اتَّضَح أن هناكَ أصواتًا تصدُر في الغرفة من اللا مكان وأخَذَت تعلُوا وتعلُوا.
أخذت الطلاسم المرسومة على الحوائط تنير بألوانها المختلفة ما بين الأحمر الناري والأزرق الباهت والأخضر الناضر.
توقف (حمزة) عن الكلام وكذلك (زياد) الذي خُيِّل إليه أن هناك شخصين يدخلان من باب الغرفة، ولكن الأضواء أخذت تنتقل من طلسم إلى آخر وأخذت تدور في اتجاه عقارب الساعة، وأخذت سرعتها تزداد وتزداد.
خُيِّل إليه أن الشخصين يقتربان أكثر، لابد أنهما من أفراد الجن الذين نادى عليهم (حمزة) في تعويذته.
الضوضاء تزداد وتزداد.
والشخصان يقتربان منه ويمُدَّان أيديهما إليه ويقولان شيئًا ما لا يستطيع سماعه، كان تبيُّن ملامحهما أمرًا مستحيلًا وسَطَ هذِهِ الأضواء الساطعة، إلا أن رأسيهما لا يعْلُوهُمَا قرنان، يبدو أنهما نوعٌ مختلفٌ من الجن.
ومع دوران الأضواء السَّاطعة شَعَر أنَّ الغرفة بدأت تدور وهو يقِفُ وسَطَها، ما أجبَرَهُ على إغلاق عينيه.
أخذت الأضواء تُبْطِئُ في الدَّوران والضوضاء تخفت بالتدريج.
توقفت الأضواء عن الدوران، وأخذت إضاءات الطلاسم تتلاشى ببطء حتى اختفت تمامًا مع اختفاء الضوضاء في نفس الوقت تقريبًا.
كان (زياد) لايزال مغمضًا عينيه ممسكًا بيد (حمزة)، أراد أن يطمئن إلى استقرار الأمور أولًا قبل أن يفتح عينيه ليرى عالم الجن للمرة الأولى، إلا أنَّ صرخَةً أُنثوية مُدَوِّيةٌ انطلقت في المكان أجبرته على فتحِ عينيه ليتفَقَّد ما يحدث، وما إن تبيَّن صاحبةَ الصَّرخة حتى انتفض بقوَّةٍ وقال في فَزَعٍ:
- انتو إيه اللي جابكوا هنا؟
*******************************************************
التفت (زياد) إلى مصدَرِ الكُرَةِ الضوئية فوَجَدَ رجلينِ من الجنِّ ضَخْمَي الجثة، يقفان عند مدخل الحجرة وفي أيديهما السلاح الشبيه بالحربة ذات القطعة الزجاجية المستديرة، فاستدار يبحث عن (حمزة) ونادى عليه بأعلى صوته، والذي كان قد أمسك بالجني الذي أصاب (أمل) وأخذ يضربه بعنف ليعرف من الذي أرسله، ولكن الرجل لم يتكلم حتى فقد الوعي من شِدَّة الضربات.
سمع (حمزة) صيحة (زياد) فقيَّد الجني المعتدِي إلى أحد مرابض الدَّوابِّ وعاد مسرعًا إليه.
صعد الدَرَج بسرعة كبيرة حتى وصل إلى الحجرة العلوية فوجد (أمل) لاتزال فاقدة الوعي وبجوارها (مروان) مُلقَى على الأرض.
أما (زياد) فقد اختفى تمامًا ولم يجد له أدنى أثر.
كان من الواضح أن الجني الذي ركض وراءه مجرد وسيلة إلهاء ليتيح لبقية زملائه فرصة لاختطاف (زياد)، فاتجه إلى شرفة البرج ونظر إلى حيث قيده فلم يجد له أثر، فوقف ثابتًا في مكانِهِ وتحسَّسَ موضع جُرحٍ في كفِّه التي أمسك بها حبال الرايات وهو يقفز، وصَرَخَ في قوة:
- أيًّا كنت من فعل هذا.. سوف أجعلك تندم لتحديك (حمزة بن عدنان)، حتى لو كنت أقرب الأقربين.
اسم المستقل | أيمن ا. |
عدد الإعجابات | 1 |
عدد المشاهدات | 85 |
تاريخ الإضافة | |
تاريخ الإنجاز |