تحرير الكتب الأدبية وغير الأدبية، وتدقيقها واقتراحات تطوير المشاريع الإبداعية والبحثية والترجمات، لوصولها لأفضل جودة يمكن تقديمها للقارئ والمكتبة العربية. أقوم بتدقيق المخطوط/ المُصنَّف لغويا وأسلوبيا، مع اقتراحات التعديل وإبداء الملاحظات الفنية ومعالجة النصوص الإبداعية وتطويرها، إضافة إلى تجهيز الكتاب في صيغته النهائية ومتابعة نشره مع دور نشر مصرية وعربية، والتواصل مع مجموعة من التشكيليين ومصممي أغلفة مبدعين لإنتاج الكتاب في صورته النهائية.
عن مهنة المحرر..
- مهنة المحرر مع الشاعر؛ لما كان الشاعر ومن المفترض إلمامه الكامل بقواعد اللغة فليس من مهنة المحرر إلا المراجعة النحوية السريعة وفي حين وجد أخطاء فادحة في الكتاب يعيده للشاعر ولا يمرره للنشر، ويحق للمحرر مع الشاعر أن يقترح استبدال مفردة وترتيب سطور (أبيات) أو نصوص أو اقتراح صورة فنية مخالفة للمطروح بصريا ويحق له، خلافا لذلك، وصل النصوص ببعضها، أو استقطاع من النصوص ودغمها بنص آخر، بما يفيد الخط العام وفكرة الديوان، وله اقتراح استخدام رسوم مصاحبة للقصائد من عدمه، واقتراح الغلاف. هذا فيما يخص وظيفة المحرر مع الشاعر، كوصفة لا يمكن تجاهلها للمحرر والشاعر، ولكل أن يعرف دوره ووظيفته في عملية صناعة الكتاب وخروجه للمكتبة والقارئ.
- ومهنته مع الترجمة؛ يعتبر دور المحرر محوريا في صناعة الكتاب المُتَرجَم وتختلف على حسب قدرة المحرر في التعامل مع النص الأصلي من عدمه، وهنا يقوم بدور الكاتب إذ يحق له استبدال مفردة المترجم أو تعديل بناء جُملة/ جُمَل، أو تنظيم الفقرات ويحق له الحذف من المتن المُترجَم بما يتسق مع المعنى أو يفيده في لغته المنقولة (العربية)، وفي حين لم يكن لديه القدرة على التعامل مع النص الأصلي، فيستلزم الكتاب مراجع لغوي للغة الكتاب الأصلية، في حين كان المُترجم لا يعتد بتاريخه في سوق النشر، وفي حين كان أكاديميا للغة الناقل منها أو آدابها أو قام بترجمة عشرة كتب منها، فدور المحرر يقتصر على دوره في مراجعة وتحرير أي نص عربي.
- مهنة المحرر مع النص الإبداعي السردي؛ وعلى أقصى تقدير يمكن للمحرر أن يكون مع النص الطويل كعين ثالثة وربما خامسة مع الكاتب، لحين وصوله إلى شكله ومضمونه وجودته اللغوية والبصرية حتى الطباعة، ويتابع تفاصيل نشره كدور إضافي من الوكالة الأدبية.
مع الرواية، تحديدا، يحق للمحرر اقتراحات على المؤلف، بترتيب فصول روايته وترتيب الحدث وزمنه، ومتابعة الانسجام وتحقيق عناصر البناء الروائي، تبعا، وترتيب فقرات، حذف جمل أو فقرات. وقد يقترح إضافات، وله أن يقترح بناء بصري وتصميم معمار الرواية، كما أنه يراجع المتن لغويا بشكل نهائي، ويتابع خروج الكتاب بغلافه إلى المطبعة.
ومع القص، كما في الشعر والرواية، يحق للمحرر أن يراجع مع الكاتب تحقق عناصر القص المتنوعة والمتعددة، ويحق له أن يستبعد نصوصا لعدم تحقق أي من تقنيات او عناصر القص. فللمحرر وظيفة أولية وهي تصنيف النص الإبداعي، وتطبيق معايير الجودة التقنية كفن عليه. وعلى المحرر أن يستبعد ذائقته في حين تعامله مع أي مُؤلَّف ويستخدم مداركه ومعارفه للغوص في تحقيق النص الإبداعي لشروط فنه الأولية على الأقل، ومع فن القصة تحديدا يجب أن يكون المحرر على دراية واسعة بأشكال وتصنيفات النص القصصي لرحابته في استدعاء أصناف وأشكال التعبير الفني المختلفة.
- المحرر كدراماتورج أول، فيما بعد كتابة النص المسرحي، فالمؤلِّف المسرحي كما يحرك شخوصه داخل عمله الفني، بما يخدم دراما وفكرة وتصور الحركة البصرية، فهو أثناء الكتابة يتحرك على حبل مرن، مطاطي، قد يتمدد معه دون أن يدري أثناء آداء شخصية لمونولوجها، وهنا تحديدا يأتي دور المحرر في تخفيف الحمل عن الحبل المطاطي، واستدعاء وعي الكاتب، لحذف وتمرير أو إضافة للحوار الدرامي، وهذه الخبرة بجانب كل أدوات المحرر (وأهمها هنا متابعة البناء الزمني وتراتب الدراما) هي أساس وأرضية العمل بين المؤلّف والمحرر.
- دور المحرر مع نصوص الأطفال، يتحدد دوري كمحرر مع النص الموجّه للأطفال هو تحديد الفئة العمرية المُستهدفة، ومدى ملائمة النص للتلقي السوي ارتباطا بالسن، بجانب الدور الأساسي مع الشكل الأدبي المُؤَدّى من خلال نص الأطفال..
- مهنة المحرر مع الكتاب غير الإبداعي،
مع الأكاديميا، بجانب مهارات المحرر اللغوية ودوره مع النص الإبداعي، يجب أن يكون لديه إلمام بنوع الأكاديميا التي يحررها، وإن كانت مترجمة أو مؤلَّفة في العربية.
- مهنة المحرر الحر مع الكاتب والناشر، مع الكاتب بخلاف مع الناشر، يكون للمحرر حرية التعامل مع الكاتب في تطوير كتابه بعيدا عن دور الرقيب أو المتابع/ الناشر، فالناشر يتعامل مع كل نص يصله على أنه نص أخير، عليه أن يرفضه أو يقبله بعيوبه، ويصبح لمدير تحرير الدار أن ينفذ وصايته الأخيرة بخروج الكتاب إما ببذل مجهود ولو بسيط (نظرا لعدد الكتب الواردة لداره)، أو ألا يقوم بأية دور مع الكتاب فيخرج كما سلمه كاتبه/ مؤلفه، فالناشر العربي عموما يتعامل مع مهنة المحرر بغير ذات ضرورة إلا فيما ندر أو يحدد له وظيفته التي قد لا تتعدى دور قارئ يقول انطباعه المبدأي عن الكتاب، وفقط، وقد يتعداه لمجرد المراجعة، وإبداء بعض ملاحظات النشر.
اسم المستقل | أحمد ف. |
عدد الإعجابات | 0 |
عدد المشاهدات | 13 |
تاريخ الإضافة |