...هي الثالثة حقا و الظلام يملأ كل مكان،وضعت موعدا مع النوم أتيت باكرا أنتظره،أتعبني الإنتظار لكنه أخلف الموعد،مع كثرة الآلام تأقلمت مع مثل هكذا أشياء لم تعد تؤثر بي،أخذت جرعة مورفين و نظرت يمينا و شمالا لم أرى أحدا في الأفق أخذت سماعات الأذن وضعتهم بإحكام،بعدها أخذت نفسا عميقا و سافرت بعد ذلك،سافرت لتلك المجرة التي بدت لي كالفضاء الذي كنا نشاهده في الرسوم المتحركة أيام الصغر لكن الأمر للحظة بدا واقعيا، بدأت أخطو الخطوة تلو الأخرى،و في لحظة تغيرت هيئة المكان بعدما كانت فضاء أصبحت غابة مليئة بالأشجار الضخمة،قلت لنفسي مالذي يحدث يا هذا أنا لست نائما و أنا على ثقة تامة بذلك،تابعت المسير داخل تلك الغابة و الدهشة تتربع على محياي،لا صوت رياح و لا تغريد طيور ولا حتى صوت حيوانات متوحشة،يا هذا ما الذي يحدث بالله عليك قل لي،بينما أنا غارق في الحيرة لمحت شيئا يسبقني بمسافة فأخذت أركض ورائه بكل ما أوتيت من جهد آملا أن يكون آدميا يجيبني على تساؤلاتي الكثيرة و الكثيرة جدا،فإذا بي أجد نفسي،وسط مدينة تزينها البنايات و كل شيء في مكانه منتظم إلا البشر،حتى المدينة التي ولدت ونشأت و ترعرعت فيها و التي لم تخلو يوما ها هي اليوم خالية أمام عيناي،حينها أدركت أن شيئا ليس بالعادي يقع هنا،فقررت السير بالطريق المؤدي إلى منزلي لعلي أجد شخصا يفسر لي ما الذي يحدث؟،وفعلا ذهبت و عندما اقتربت من باب المنزل لمحت عائلتي و بعض الجيران و الأقارب فابتسمت و عاد الأمل ليسكنني من جديد،لكن الصدمة كانت أقوى عندما وقفت أمامهم و الإبتسامة على وجهي حينها لم يحس أحد بوجودي و كأني غير موجود معهم و كأني وهم يتجول وسطهم،فعادت الحيرة إلي و التساؤلات تملأ فمي،ما الذي يحدث؟ما الذي جرى؟ ما هذا الحلم المرعب؟ أيقظوني يا ناس!!،بعد لحظة لمحت نفسي و أنا آت من الجهة الأخرى عندما اقتربت لباب المنزل الكل نظر إلي و كأنهم ينتظرون شيئا فسألوني دفعة واحدة و بصوت واحد هل وجدتها؟ فأجبت ب: لا لم أجدها و الخيبة تسيطر على ملامحي،حينها أدركت بأنني لست في حلم و تلك كانت روحي التي ظلت الطريق،أصبحت جسدا بلا روح،لم يعد هناك أمل عندي في هذه الحياة،لم أعد أنتظر الغد بشغف لأن أيامي أصبحت متشابهة،لم يعد لدي طموح في أي شيء كيفما كان نوعه،هذا قدري و ما علي إلا الرضى،فبالله عليكم هل الذي لازال مستيقظا حتى الآن أليس عنوانه الجسد من دون روح؟!!!