تفاصيل العمل

هل تعلم أن متابعة الأولاد والاهتمام بإطعامهم وظهورهم بالمظهر الحسن وحل الواجبات تسمى رعاية وليست تربية!

فما التربية إذن؟

التربية هي العمل على خمسة أمور: أولًا: بناء القناعات:

وتشمل العقيدة .. المبادئ .. القيم .. الطموحات .. فهم الحياة.

عيك أن تبني عقيدتك على علم لا وراثة، فليس كونك ولدت مسلمًا يكفي، بل لابد أن تقرأ ولو كتابًا في العقيدة، ولو كنت مثقفًا لقرأت في العقائد كلها أو أشهرها، حتى تكون عقيدتك عن علم، فتبلغ قوتها أولادك في سلوكياتك، وأقوالك، وجل أفعالك، ثم مبادئك يتشبع بها ابنك كما يتشبع صدره بالهواء، فهو يتنفس مبادئك، ويعيشها أو يعيش معها في كل مواقفك وعلاقاتك بزوجك وبجيرانك وبالمجتمع من حولك، فهل لديك قيم تورثها لابنك عن طيب نفس كما تهتم بأن تورثه المال؟!

وهل عندك حلم كبير وطموح طويل المدى لتعيشه، ولربما استكمله ابنك؟!

وما الحياة بالنسبة لك؟ كيف تراها؟

هل هي التفوق العلمي؟ أم هي الثراء المادي؟ أم هي السلطة والوجاهة الاجتماعية؟ أم هي غرائزك الجنسية والغذائية وإلخ؟

ثانيًا: توجيه الاهتمامات:

وتشمل ما يشغل بال الإنسان وكيف يقضي وقت فراغه؟

والتربية في هذا الجانب معدية على المدى العمري، فأوقاتك البينية مشاهدة من ابنك، وهو يعتاد أنك تقضيها في القراءة، أو متابعة البرامج والمباريات الرياضية والأفلام، أو في الجلوس على المقاهي ومع الأصحاب، أو أنك من مدمني الفيس بوك ومواقع التواصل والنت في مجمله، لذلك فأنت أشبه بورقة كربون تشف ما تعمله في فراغك، فيطبع سلوك ولدك منذ الصغر!

ثالثًا: تنمية المهارات بأنواعها المختلفة: رياضية؛ فنية؛ عقلية؛ اجتماعية؛ إدارية؛ علمية.

فتعليم ابنك لعبة رياضية فردية أو جماعية أمر يحتاج منك أن تكشف عن قدراته وميوله، وتساعده في استثمارها وصقلها، كما أنه ربما كان من العقول غريبة الأطوار فتظنه غبيًا أو متخلفًا عن رفاقه، في حين هو عقلية مبتكرة، أو مخترعة يفكر خارج الصندوق، فالأمر يحتاج إلى تثقيف نفسك، وسؤال المتخصصين فيما لا تفهمه من سلوك ابنك، أو يتعارض مع ما تتوقعه منه، فالعلم والتخصص مرجعك.

رابعًا: فهم قواعد العلاقات:

من تصاحب؟ من تتجنب؟ وكيفية بناء العلاقات، وإصلاحها أو إنهائها.

وهنا قانون المرء على دين خليله، والصاحب ساحب، وعلاقة الصداقة الأولى يجب أن تكون بينك وبين ابنك، ومنها توجهه بلا وعظ، وبلا نصائح مباشرة إلى مصاحبة الأخيار والمهذبين والمتفوقين، وكل من تشعر أنهم إضافة لابنك، مستعينًا باللقاءات الأسرية والسفر والفسح، والقصص عن الأصدقاء النافعين لا الأشرار.

خامسًا: اختيار القدوات:

وهم المـُثـُل العليا الذين يتطلع إليهم الإنسان ليصبح مثلهم ،وكذلك فهم القوانين التي تحكم التعامل مع القدوات. وأول قدوة يجب أن تكون الأب، والأم، وعلاقة المودة والرحمة بينهما، وربط الطفل بتاريخ العظماء من لدن محمد صلى الله عليه وسلم ومرورًا بأصحابه ثم العظماء في العلم والأدب والدين وكل مجال نافع للناس.

هذه الخمس تسمى تربية أما غيرها فيعتبر رعاية.

الرعاية يمكن تفويض جزء منها، أما التربية فلا تفويض فيها؛ لأنها هي واجب الأم والأب أولًا، ويساعدهم في ذلك المربون المخلصون.

أما الخمس فنقلتها وأوضحتها ببعض كلماتٍ من عندي، لأن العلم يجب أن يصدر عن علماء، والفهم مشاع بين الناس، فأنا أقدم فهمي، ولعلك تقرأ فتفهم ما لم أفهمه أنا، لأنه رب حامل فقه وليس بفقيه، ورب حامل فقهٍ لأفقه منه.

الجلادين في 13-4-2020م

همسة: الرحيل هازم اللانهاية فكلنا يومًا ما راحلون، أما المغادرون فلكل معاذيره، فبعض الكلمات تجلو العقل وتنبت القلب، وبعضها يكسرك أو يُجبرك، بعضها يُدخلك الجنة، وكلمة الكفر تُخلدك في النار! فأنت رب الكلمة، وربك رب القلب!

https://lesan3araby.blogs...

بطاقة العمل

اسم المستقل
عدد الإعجابات
0
عدد المشاهدات
43
تاريخ الإضافة
تاريخ الإنجاز
المهارات