بعد عدة محاولات من أمي التي تقنعني دائمًا بحتمية الزواج..
وإصرار أختي الكبرى على التجربة وإعطاء من يتودد لي فرصة واحدة ولا أغلق بابي في وجه رجل يريد بي خيرًا..
قبلت بمقابلة ذلك الجار الذي يصر على إرسال المعارف كل يوم لتحديد موعد لأراه فيه..
.
تواعدنا لنتقابل في مكان عام قريب من منزلينا.. ذهبت بكل ماكنت أحمله من ضيق وقلق وعدم رضا لهذه المقابلة التي أُجبرت عليها هذه التي لو لم أفعلها ستقام حروبًا بيني وبين أمي وأختي وصديقتي الذين يقولون دومًا أنهم ضاقوا ذرعًا مني..
.
دخلت المكان الذي أدخله يوميًا بعد موعد عملي لأستريح أو لمقابلة الأصدقاء أو حتى للانفراد بنفسي..
مكاني المفضل المريح لماذا اليوم المكان يشعرني بأنني في المنزل؟!
.
رأيته من على بعد بضعة أمتار وقف على استحياء وتوتر وعلى وجهه إبتسامة رقيقة هذا الابتسامة التي تميز دومًا كل قلب مُحب فهي حانية بقدر ماهي طفولية..
.
رغم أنه هو من سبقني للمكان قبل الموعد إلا أنني حينما رأيته شعرت أنه أنا من أنتظر.. هذا من أنتظر..
سرى في دمي دفء رغم برودة الجو.. ومن قبل أن نلقي السلام شعرت أنه هو..
.
هل شعرت من قبل أنك ذاهب لحرب وتحمل في صدرك ثقل العالم ومرغم على الذهاب وبمجرد ابتسامة أحدهم لك تشعر وكأن هذه الحرب انتهت ليس ذلك فقط ولكن انتهت بانتصار..
.
جلسنا ولم يستطع أحدنا مناقشة الأخر في شئ ولكننا اكتفينا بالنظر والابتسام..
ثم سألني عن حبي لفاكهة ما هنا شعرت أن الحديث مهم وكأننا نتناقش في إدارة المختبرات النووية..
.
وحينما قال ألا تريدين أن تسأليني أية أسئلة؟!
لم أضع في حسباني أي فكرة من الأفاكر التي كانت تراودني كل ليلة عن الشخص الذي أريده شريكًا..
فسألت سؤالًا سطحيًا للغاية
.
فقلت: كم عمرك ؟!
*قبل أن نجلس سويًا كنت ذو ال30 عاما ..
_وبعد جلستنا ؟!
*عمري 45 دقيقة
.
ابتسمت وابتسم وساد الصمت بيننا..
والتفت لصوت الست وهي تدندن: وقابلتك أنت لقيتك بتغير كل حياتي.. معرفش إزاي أنا حبيتك.. معرفش إزاي ياحياتي..
.
هنا ابتسم قلبي ابتسامة ملؤها الانتصار لعقلي الذي يصارع قلبي دائمًأ.. في قول منه: "لقد فزنا بقلب نحبه ويحبنا ونرتضيه ساكنًا بين أضلعنا.. فمرحب بالساكن الدائم الجديد"
اسم المستقل | Nosaila A. |
عدد الإعجابات | 0 |
عدد المشاهدات | 16 |
تاريخ الإضافة |