Ibn Majed with English Subtitle (Motion Graphic Video)
منذُ حوالَي 600 عامٍ وُلد أشهرُ ملاحٍ عربيٍّ والذي صُنِّفَ من بينِ أشهرِ البحّارةِ العربِ وكان أكثرُهم خبرةً وعلماً، كما عُرِفَ عنه التّقوى والاهتمامُ بالصّلاةِ....
إنه (شهابُ الدينِ أحمدُ بن ماجدِ ابن أبي الركائبِ النجديِّ) المعروفُ باسمِ "ابن ماجد"
وُلد (ابنُ ماجدٍ) في مدينةِ جلفارِ الواقعةِ في الخليجِ العربيِّ علي ساحلِه الجنوبيِّ في إمارةِ رأسِ الخيمةِ.
لُقب بــ( أسدُ البحارِ)حيث عُرف عنه حبُ الكتابةِ والقراءةِ رغمَ أنّ ملاحي بحرِ الهندِ كانوا أُميين في ذاك الزمانِ.
كان أبوه وجده ملاحين مشهورين ، وتعلم الكثيرَ من خبرةِ والدِه في الملاحةِ، وأصبح مشهوراً أكثرَ منه ، وقد بدأ وهو في سنِّ العاشرةِ مصاحبةَ والدِه في رحلاتِه البحريةِ وقاد تحتَ إشرافِه أولَّ رحلةٍ له وهو في سنِّ السابعةِ عشر.
قام "ابنُ ماجد" بابتكارِ أدواتٍ ملاحيةٍ جديدةٍ أهمُّها "البوصلةُ البحريةُ" المقسمةُ إلى 22 درجةٍ والتي تستعملُ حتى يومِنا هذا، وأيضاً ابتكر وطور مع أصدقائِه عدةَ أدواتٍ منها : المزونةَ والإسطرلابَ.
• ألّف "ابن ماجد" أكثر من ثلاثين كتاباً أرسى فيها أُسسًا و قواعدَ علمٍ جديدٍ هو "علمُ البحارِ" والذي لم يكن معروفاً من قبل .
و تتميز مؤلفاتُه بمنهجِها العلميِّ الواضحِ الذي يرتكِزُ على ثلاثةِ أسسٍ هي: -اصطفاءُ صحيحِ القديمِ.
-واختراعُ الأصولِ السليمةِ.
-واختيارُ التليدِ المختارِ والطريفِ المبتكر، فهو لا يُخَطِّئُ أعمالَ الأوائلِ عامةً، بل يعترفُ باحتوائِها على بعضِ المعارفِ الصحيحةِ، فيختارُ منها ما يناسبُ المقامَ مع إسقاطِ الحشوِ، ولا يكتفي ابنُ ماجدٍ بذلكَ بل مَكَّنَتْهُ ممارسةُ مهنتِه وركوبُ البحرِ من ابتكارِ الجديدِ.
-ووصفهُ للبحرِ الأحمرِ و معلوماتُه عن الرياحِ الموسميةِ والرياحِ المحليةِ، وطرقِ الملاحةِ الساحليةِ والبعيدةِ المدى... تتميزُ بأقصى درجةٍ من الدقةِ والتفصيلِ يمكنُ أن نتوقَّعُها في ذلك العصرِ.
-قدّم النصائحَ لتفادي الظروفِ الجويّةِ الصعبةِ وتجاوزِها أثناءَ سيرِ السُّفنِ في المسالكِ والطُرقِ البحريّةِ.
-وقد ساهم في توفيرِ الحمايةَ للسُّفنِ؛ عن طريقِ مساعدتِها في الابتعادِ عن مناطقِ الخطرِ داخلَ مياهِ البحارِ والمحيطاتِ؛ ممّا ساهم في زيادةِ تطوّرِ التّجارةِ عندَ الدولِ.
-وقد انتشرت مؤلفاتُه انتشارًا واسعًا -وهو على قيدِ الحياةِ- بينَ أهلِ البحارِ العربِ، فكان البحارةُ العربُ يرجعون إلى مصنفاتِه في كلِّ شيءٍ، ولم يقتصرْ الأمرُ على العربِ فقط، بل تعدَّاه إلى أبعدِ من ذلك، فقد نقلها البعضُ إلى اللغةِ الفارسيةِ، ونقلها آخرون إلى اللغةِ التركيةِ العثمانيةِ.
كما تناول الباحثون في القرنين التاسعِ عشرَ والعشرين مصنفاتِ "ابنِ ماجدٍ"، فتُرْجِمَتْ ثلاثةُ أراجيزٍ إلى اللغتين الروسيةِ و البرتغاليةِ، وتُرْجِمَتْ (السفاليةُ) وكتابُ (الفوائدِ) إلى اللغةِ الإنجليزيةِ.
-ومن أشهرِ كتبِه كتابُ (الفوائدُ في أصولِ علمِ البحرِ والقواعدِ) ، و الذي جمع فيه معظمَ المعلوماتِ النظريةِ والعلميةِ التي تهمُّ الملاَّحين في البحرِ الأحمرِ والمحيطِ الهندي وبحرِ الصينِ، وقد وضع فيه ابنُ ماجدٍ خبراتِه التي اكتسبها أثناءَ تجوالِه في هذه البحارِ، فوصف الجزرَ ، المواني ، البحارَ، وغيرها من الأمورِ التي وجدها أثناءَ ترحالِه.
و رغمَ إسهاماتِه لم يكتفِ بالملاحةِ فقط بل أطلع على كثيرٍ من العلومِ ، فقد نبغ في علومِ الدينِ ، التاريخِ ، الأدبِ ، علمِ الأنسابِ و الرياضياتِ .
وكان ضليعاً بعلمِ الفلكِ وتطبيقِه في علمِ الملاحةِ ، فكان يعرفُ أسماءَ الكواكبِ العربيةِ واليونانيةِ.
اسم المستقل | نماء ل. |
عدد الإعجابات | 0 |
عدد المشاهدات | 20 |
تاريخ الإضافة |