Back to Plastic Pollution in Covid Times
Giuliana Gorrasi1 · Andrea Sorrentino2 · Eric Lichtfouse3,4
Published online: 7 November 2020
© Springer Nature Switzerland AG 2020
Environmental Chemistry Letters (2021) 19:1–4
رابط مصدر المقالة بالأعلى وبالأسفل ترجمة المقالة وتلخيصها من الانجليزية الى العربية :
العودة إلى التلوث البلاستيكي مع جائحة كورونا
في هذا المقال نسلط الضوء على الفوضى العارمة التي سببتها جائحة كورونا وما نتج عن ذلك من كميات ضخمة من البلاستيك المشتق من الوقود الأحفوري متجاهلا السياسات التي تدعوا للحفاظ على البيئة بشكل كبير، لذا فمن أجل اقتصاد مستدام فإن ذلك يتطلب حلولا جذرية مبتكرة ورفع ثقافة الوعي لدى المستهلك يتوج ذلك رغبة سياسية بالتغيير .
البلاستيك هو الشر نفسه الان
إن الأزمة الصحية التي نجمت عن جائحة كورونا لم تتسبب فقط بالإضرار بصحة الناس والاقتصاد العالمي وإنما هددت الاستدامة البيئية، وقد جرى تحذير ذلك من قبل العديد من وسائل الإعلام. وأهم مثال على ذلك استخدام الأقنعة والقفازات وأكياس التسوق البلاستيكية لمنع العدوى، مما أدى إلى زيادة النفايات البلاستيكية بشكل هائل. أيضا فإن الحظر الصحي الذي ناشدت به الدول عززالتعامل مع التجارة الالكترونية بشكل ملحوظ، مما يعني الكثير من مواد التعبئة والتغليف، وبهذا تجاوزت نسبة الطلب على البلاستيك بغرض التعبئة حتى 40 بالمئة .
ومن الملاحظ مؤخرا فقد ظهر اتجاهين: أحدهما يطالب بالقضاء على المخلفات البلاستيكية التي تزداد يوما بعد يوم ويرى أنها الشر المطلق ، و الاتجاه الاخريرى أنه لا يمكن الاستغناء عن البلاستيك بصفته أحد منظومة نمط الحياة العصرية التي نعيشها حاليا ،والحقيقة أن كلا الطرفين يهدف إلى حل مشكلة في غاية التعقيد من خلال أطروحات سهلة التعبير صعبة التطبيق على أرض الواقع، حيث لا يمكن حل جميع القضايا عن طريق النهج القائم على تسكين الألم ! وإنما يتطلب ذلك استحداث نظام عالمي جديد يقوم على التقييم السريع واتخاذ الاجراءات مع الأخذ بالاعتبار كافة جوانب المشكلة.
البلاستيك مشكلة قديمة قدم الانسان نفسه
في الحقيقة فإنه قبل حدوث جائحة كورونا كانت الملايين من أطنان البلاستيك ينتهي بها المطاف في البحر، والجزء الأكبر من هذه النفايات كانت من الجسيمات الدقيقة والنانوية كاللدائن الرقيقة، وجزء صغير فقط من الزجاجات وما يتم تغليف المواد الغذائية به . لذلك فلا يمكن أن يكون الحل هو التخلص من المواد البلاستيكية نهائيا، لأن ذلك يعتبر حل مثالي وغير واقعي ومصيره الزوال، فشواطئنا كل عام تمتلئ بلعب الأطفال والمصاصات البلاستيكية .
من الأفضل نسيان البلاستيك الحيوي
إن حالة الطوارئ الناجمة عن أزمة كورونا تحتاج لمحاربتها كميات كبيرة من المواد الرخيصة والامنة وسهلة الاستعمال، لذلك فالخيار الوحيد الذي أمامنا هو استخدام هذه البوليمرات المشتقة من البترول كالبولي بروبلين والبولي ايثلين والتي تعتبر مواد سهلة التخلص منها ،وهذا لا يعني بالضرورة أن البدائل الأخرى غير متاحة والتي تعتمد على مواد قابلة للتحلل. وفي واقع الأمر فإن العلماء مؤخرا وفروا العديد من البوليمرات القابلة للتحلل ، بعضا منها يتميز بأداء عالي وخصائص فريدة مقارنة بالمواد التقليدية المستخدمة سابقا، ومع ذلك فإن هذه البوليمرات لا تعد الخيار الأنسب عندما تدعو الحاجة إلى الاستجابة السريعة لمشكلة حقيقية يتحتم مواجهتها فورا، لأنه من الناحية التجارية فهذه المواد ماتزال مكلفة ويصعب التعامل معها في كثير من الأحيان ،كما لا يوجد حتى الان مصانع قادرة على توفير كميات كبيرة من البلاستيك الحيوي بتكلفة تنافسية ،حتى أن بعض العلماء يرون أن الاستخدام الكثير للمواد القابلة للتحلل الحيوي يمكن أن يشكل خطرا على بعض محطات المعالجة المتواجدة بالقرب . ومن المهم أيضا عند التعامل مع هذه المواد إدارتها والتخطيط لها بشكل سليم وعدم الاكتفاء بانتاجها والتسويق لها حيث أن غياب التخطيط الإداري الصحيح لإستخدام البلاستيك الحيوي قد يؤدي في النهاية إلى مشكلة بيئية بالإضافة لكونه خطرا على المستهلكين.
لا بد من إرادة ورغبة سياسية
كشفت جائحة كورونا أوجه القصور للنظام الاقتصادي الحالي ودعت الحاجة إلى إعادة التفكير لتصميم نظام أكثر مرونة ويحوي ميزة تنافسية ، وذلك بالمحافظة على قيمة المنتجات والمواد ومصادرها لأطول فترة ممكنة من خلال إعادة إدخال المواد في دورة المنتج عند نهاية استخدامها، مما يعني تقليل النفايات ومع ذلك لا تزال عملية إعادة تدوير البلاستيك تمثل تحديا كبيرا في العديد من البلدان. ان استخدام النفايات كمادة خام لصناعة منتجات أخرى تقلص في الاونة الأخيرة بسبب اللوائح والأنظمة التي تمنع نقل هذه المواد وتسويقها ،وتغيير هذه اللوائح يؤدي إلى تضارب بين أصحاب المصلحة .أيضا فإن بعض الصراعات المماثلة تنشأ عند تحويل مجاري النفايات الحيوية واستخدامها في الطاقة والأسمدة.
حاليا يمكننا القول أن لدينا القدرة على البحث والتطوير لإعداد حلول سريعة وتقنيات جديدة على أوسع نطاق، لكن ما ينقصنا هو الرغبة السياسية الحقيقية للقيام بذلك. إن سياسة الاقتصاد الدائري أكبر من عملية تقليل انتاج النفايات أو اختراع مواد قابلة للتحلل وإنما هو نظام فريد يتغلب على الصراع بين المصالح الاجتماعية والاهتمامات البيئية ،ويحدث هذا فقط عندما تحدد الحكومات اتجاها واضحا للابتكار في القطاع الخاص الذي سيجعل من الممكن الجمع بين التجديد الاقتصادي وتحقيق نتائج اجتماعية على نحو أفضل .
ماذا عن الطباعة ثلاثية الأبعاد
يتوجب علينا تكريس المزيد من الجهود لإيجاد مواد جديدة، واستحداث عمليات انتاج بديلة، والعمل على التطوير المستمر للمواد منخفضة التكلفة القابلة للتجديد، وتحمل في الوقت نفسه خصائص فريدة وقابلة للتحلل في البيئة . ويكمن اهمية ايجاد عمليات الانتاج البديلة في تجنب اي عيوب قد تتولد من هذه المواد الجديدة. فمثلا في عملية الطباعة ثلاثية الأبعاد - والتي تعتبر ثورة في عالم التقنية لما توفره من حرية للمواد المستخدمة مع امكانية التصميم على نطاق واسع - يتم الحصول على أجسام معقدة ثلاثية الأبعاد بدقة عالية عن طريق ترسيب طبقة من المواد الواحدة تلو الأخرى مما يجعله مفيدا من ناحية التحكم واختصار الوقت والتكلفة.
الاقتصاد الدائري نظام (الحلقة المغلقة)
من الناحية الاقتصادية فإن أي حلول أو اجراءات ستتخذ سيكون مصيرها الفشل إن لم يؤخذ بالاعتبار الفائدة المرجوة لجميع الأطياف. على سبيل المثال يجب تعزيز سياسة الحوافز لاستخدام المواد الخام المستدامة، وأن التكلفة المحسوبة للمادة لا يمكن أن تكون هي ذاتها للمادة الخام وإنما حساب قيمة تأثيرها على البيئة أيضا . للقيام بذلك فإن نظام الانتاج بأكمله يجب أن يخضع لعدة أمور بما في ذلك توليد النفايات وجمعها ونقلها وإعادة تدويرها ومعالجتها . هنا نستطيع القول بأن نهج الاقتصاد الدائري يقلل الاعتماد على سوق الموارد ومن تكاليف التخلص من النفايات ، وهذا يتوافق مع وجهة النظر الاجتماعية ،حيث أن تطبيق هذا النهج الاقتصادي يمكن أن يحل العديد من المشاكل التي قد تكون نتائجها كارثية والناتجة بطبيعة الحال من العولمة التي بدأت في الخروج عن السيطرة خاصة في العقود الأخيرة . هذا وتحتاج المنتجات الحيوية إلى سلاسل توريد جديدة بسبب انخفاض عمرها ،كما يتطلب تعاون قوي بين شركات السلع وتجار التجزئة ، وبين المستهلكين وشركات إدارة النفايات وبين من يسنون القوانين لذلك، مما سيخلق فرص وظيفية أكثر على المستوى المحلي والذي يعني بالنهاية فوائد اجتماعية لاتعد ولا تحصى.
السعي لابتكار حلول جذرية
علينا أن نعيد التفكيرفي الأشياء التي نستهلكها في حياتنا اليومية وأن لا نكون من أصحاب شعار " أنا أتسوق إذا أنا موجود" على غرار كلام ديكارت " أنا أفكر إذا أنا موجود" . ولتطبيق ذلك فنحن بحاجة إلى فهم القيم الاجتماعية والبيئية للمنتجات وأن نسعى لنبقيها متداولة لأطول مدة زمنية ممكنة، كما أن هناك حاجة لابتكار حل جذري شمولي لتمكين الشركات والحكومات للوصول إلى أهدافهم في هذا المجال بيسر وسهولة .
الدافع والسلوك النفسي للمستهلك
من المحتمل أن تستمر بعض عاداتنا ما بعد الجائحة كما هي الان خلال فترة تفشي المرض، وخير دليل على ذلك أن مبيعات التجارة الالكترونية ستستمر في النمو، لماذا ؟ لأن معظم المستهلكين لن يتخلوا عن الراحة التي جلبتها لهم هذه الطريقة في التوصيل، وهذا بالتأكيد سيؤدي إلى زيادة مواد التعبئة والتغليف كما ذكرنا، مما يعني استمرارية مشكلة إعادة التدوير! إلا أنه من المتوقع أن تحفز جائحة كورونا الانتقال بسرعة إلى نماذج جديدة للاقتصاد الدائري أو ما يعرف بنظام الحلقة المغلقة . لأجل ذلك فنحن بحاجة إلى جهود عاجلة ومنسقة لتطوير بنى تحتية أكثر كفاءة لإدارة النفايات البلاستيكية، كما يجب أن تجبر الشركات لتقليل استخدام المواد الطبيعية لصالح تلك التي تأتي من إعادة التدوير، بالإضافة لذلك العمل على الجانب النفسي لدى المستهلكين وتشجيع المنتجات المستدامة من خلال سياسات ضريبية فعالة .
في النهاية يعد البلاستيك من السلع ذات الأهمية العالية لتعدد مزاياه، إلا أنه يصبح كارثيا إذا أسيء استخدامه.
اسم المستقل | عائشة ا. |
عدد الإعجابات | 0 |
عدد المشاهدات | 22 |
تاريخ الإضافة |