على الرغم من خطأ ما يفعله إلا أن شغفه بما يحب جعله شخصا ملهما ..

تفاصيل العمل

تم القبض على "داريوس ماكولوم - Darius McCollum" أكثر من 30 مرة لانتحاله صفة سائق وسائل النقل العامة في نيويورك، فقام بسرقة قطارات مترو الأنفاق والحافلات العامة وقيادتهم بمهارة في خط سيرهم المحدد بشكل ممتاز و التوقف في جميع المحطات، مع إصدار إعلانات السلامة للركاب في الميكروفون كل ذلك في محاولة لتحقيق حلم طفولته، وحين خضع للفحص الطبي تم تشخيص إصابته بمتلازمة أسبرجر - أعراضه مدرجة ضمن اضطراب طيف التوحد - فإنفجرت مشاعر التعاطف الصادق نحوه من المجتمع الأمريكي فأصبح بطلاً شعبيًا بشكل غير متوقع ..

.

نشأ ماكولوم بالقرب من محطة قطار F ، حيث كان يقضي مئات الساعات في مشاهدة القطارات وهي تأتي وتذهب وبحلول الثامنة من عمره كان قد حفظ شبكة مترو الأنفاق بالكامل، وعندما كان في الحادية عشرة من عمره كان ماكولوم يتغيب عن المدرسة لركوب شبكة مترو الأنفاق يتنقل من قطار لأخر أحيانًا لأيام متتالية، حاول والديه منعه من خلال حبسه في غرفته ليلاً، بل وحاولا اصطحابه إلى المدرسة في الصباح ولم تنجح، غيروا مدرسته ودفعوه إلى العلاج النفسي ولكن لا شيء يفلح معه ..

.

أصبح صديقًا لعمال هيئة النقل في العاصمة في مستودع الشارع 179، ثم علموه كيفية قيادة قطارات الأنفاق، كيفية الحفاظ على المسارات والإشارات، احتفظ ماكولوم بملاحظات مكتوبة مفصلة بشكل لا يصدق، علمه سائق قطار يُعرف باسم العم كرافت أولاً قيادة قطارات الأنفاق على امتداد المسار بين المحطة الأخيرة والجراج أو مستودع القطارات في الشارع 179، وفي سن الخامسة عشرة أعطاه أحد موظفي مترو الأنفاق الزي الرسمي لسائق قطارات الأنفاق كهدية، قال عن تلك اللحظة لاحقًا متحدثا إلي أحد الصحفيين من سجن Riker’s Island، شعرت بالرسمية شعرت أن هذا هو أنا وهذا هو المكان الذي أنتمي إليه، قال إن موظفي وعمال قطارات الأنفاق MTA أطلقوا عليه لقب Transportation Captain ..

.

في عام 1981م تم القبض عليه لأول مرة حين قاد قطار E، قاده بكفاءة دون وقوع حادث من الشارع 34 إلى مركز التجارة العالمي بعد أن أنابه سائق مريض وكان أحد أصدقائه، قال ماكولوم لصحيفة وول ستريت جورنال أثناء وجوده في السجن أشعر أنني بحاجة فقط إلى التواجد هناك في الأنفاق حتى لو كان ذلك لفترة قصيرة، وبعد ذلك كلما كنت هناك كلما أردت المشاركة أكثر، بحلول الوقت الذي كان يبلغ من العمر 18 عامًا كان يغطي بشكل غير رسمي نوبات العمال خارج الدفاتر ومن بعدها لم يتوقف ..

.

قالت "لوري شيري - Lori Shery" رئيسة شبكة تعليم "متلازمة أسبرجر - Asperger’s syndrome" وصديقة لعائلة ماكولوم إنها وجدت له وظيفة في متحف للقطارات في ساوث كارولينا حيث تعيش والدته، وكثيرًا ما قال ماكولوم إنه سيتحسن مع العلاج ليكون لأئق للعمل كسائق للقطارات، لكنه دائمًا ما ينتهي به المطاف سائق مختلسا لقطار أو خلف مقود الحافلة ليعمل بدون أجر وبعدها يلقى في السجن، وقد تقدم عدة مرات بطلب للعمل كسائق في هيئة المترو أو النقل وحُرم من ذلك قالت شيري :بصراحة أشعر أنه إذا كانت هناك وكالة تهتم لأمره حقًا فيمكن أن توفر له وظيفة في مجال النقل فعلى الرغم من خطأ ما يفعله إلا أن شغفه بما يحب جعله شخصا ملهما ..