في 28 مارس 2011م، كعادتها كل صباح خرجت امرأة جورجية مُسنة تبلغ من العمر 75 عامًا تدعى شاكاريان لتقطع وتجمع الحطب وإن ابتسم لها الحظ لتجمع بعض المخلفات المعدنية لتبيعها في السوق السوداء للمعادن، كانت العجوز تعيش في قرية أرمازي الجورجية المنكوبة بالفقر على بعد حوالي 15 كيلومترًا من العاصمة تبليسي قرب حدود دولة أرمينيا، وهكذا مسلحة بمنشار انطلقت في الغابات بالقرب من تبليسي، ولكم كانت مليئة بالفرح عندما صادفت حزمة سميكة من الكابلات بالقرب من الحدود الأرمنية، وهكذا بصبر وإصرار بدأت بمنشارها تقطع الغلاف البلاستيكي للكابلات لتجد كمية هائلة من النحاس .. أنها ثروة لم تحلم بها، لسوء الحظ لم تكن تعلم أن حزمة الكابلات هذه تنقل 90٪ من حركة الإنترنت في دولتي جورجيا وأرمينيا ..
.
بعد ذلك بعدة دقائق أصبحت الدولتين تقريبًا غير متصلة بالإنترنت لمدة خمس ساعات، هذا هو الوقت الذي استغرقه الفنيون لتحديد موقع الخطأ وإصلاح الضرر، وحين تم القبض عليها وجهت السلطات إليها تهمة قطع الإنترنت عن دولتين بشكل كامل، كانت العجوز تشعر بالظلم وتبكي قائلة أنها تعمل في قطع وبيع الحطب ولا تعمل في قطع وبيع الإنترنت ولا تعلم ما هو في الأساس ..
.