تمثال يجسد مشهد نهاية أسطورة أغريقية خالدة .. فما هي القصة ؟

تفاصيل العمل

تمعن قليلا في عظمة التفاصيل التي تتجلى فى تمثال "بيرسيوس - Perseus" الذي يقف رافعا رأس"ميدوسا - Medusa" للأعلى وهو يتحاشى النظر لوجهها وواقفا على جسدها الذي يُمثل قاعدة التمثال الذي صُنع من البرونز للنحات الأيطالي "بنفينوتو سيليني - Benvenuto Cellini" أحد أهم فناني عصر النهضة والموجود فى مدينة "فلورنسا -Florence" الإيطالية والذي جسد فيه مشهد نهاية قصة من قصص "الميثولوجيا - Mythology" بطلها الأغريقي "بيرسيوس - Perseus" فما هي القصة ؟

.

"ميدوسا - Medusa" فى الميثولوجيا الأغريقية ، كانت أحد ثلاث شقيقات يعيشنّ في ما وراء حافة العالم حيث الشمس والقمر لا يصلانها، والأخوات الثلات كُنَّ شديدات الجمال و كُنَّ كاهنات في معبد آثينا، كانت "ميدوسا - Medusa" فتاة مذهلة في جمالها بشعرها الأحمر رائع الجمال ولون عينيها الزرقاوين ولكنها اشعلت غضب الالهة آثينا لأسباب عديدة منها أن "ميدوسا - Medusa" إدعت أن وجهها وعيناها أجمل من آثينا، كما إدعت أن شعرها أجمل من شعر آثينا كل هذا كانت تتجاهله آثينا ولأنها فاتنة كان من الطبيعي أن تفتن الرجال في عصرها ، بل وصل الأمر إلى أن يفتتن بها أحد آلهة الإغريق وهو بوسيدون إله البحر حيث أحبت ميدوسا "بوسيدون - Poseidon " أحد الأشقاء الـ 4 الكبار في الاساطير اليونانية ومارست "ميدوسا - Medusa " الحب مع بوسيدون في حرم معبد الإلهة "أثينا"، والإلهة أثينا لمن لا يعرف هي الأبنة المُفضلة والمُدللة لزيوس الرأس الكبيرة في الأساطير ، فغضبت عليها أثينا و قررت تحويل ميدوسا إلى إمرأة ملعونة وحولت شعرها الأحمر الرائع إلي ثعابين وعيناها الجميلتين أصبحت لعنة تحول أى شخص ينظر إليهما لتمثال حجري وتركت وجهها الفاتن كما هو لإغواء الرجال للنظر إلي عينها ليتحولوا إلي تماثيل حجرية ..

.

كان لـ"بيرسيوس - Perseus" الدور الرئيسي في أسطورة ميدوسا حيث أن الأساطير الإغريقية تقول أن "بيرسيوس - Perseus" قد أحب فتاة اسمها "أندروميدا - Andromeda" وهي إبنة ملك وملكة إثيوبيا وكانت بارعة الجمال لدرجة أن أمها ملكة أثيوبيا كانت تتباهى بأن ابنتها أندروميدا أجمل بكثير من حوريات البحر فغضب بوسيدون إله البحر من حديثها وأرسل وحش بحري عملاق ومرعب لتدمير إثيوبيا كنوع من العقاب، وفي محاولة لاستلطاف الوحش قيّد ملك أثيوبيا ابنته على الصخور كقربان، في تلك الأثناء سمع پرسیوس بأن محبوبته على وشك الموت تحت مخالب وأنياب الوحش ولم يكن ثمة حل لدحر الوحش الهادر إلا أن يذهب إلي ما وراء حافة العالم حيث لا شمس ولا قمر ليقتل "ميدوسا - Medusa" ويستخدم الرأس لقتل الوحش ..

.

وكان لابد لـ "بيرسيوس - Perseus" أن يمتلك أربع أدوات بدونها لا يستطيع قتلها، وهي سيف قوي وحاد بالدرجة الكافية لكي يقتلها من ضربة واحدة حتى لا تتمكن من مقاومته وإيقاعه في مصيدتها، وحذاء الإله الإغريقي هيرميز ليستطيع بواسطته الطيران للوصول لحافة العالم، وخوذة الإله الإغريقي هاديس الذي يحكم مملكة الموت التي تغمر من يرتديها بالظلام فلا يراه أحد الأخوات أثناء دخوله وخروجه، كذلك حقيبة خاصة لكي يحمل فيها رأسها بحيث لا توذيه، وبالفعل ذهب "بيرسيوس - Perseus" إلي ما وراء حافة العالم حيث الشقيقات الثلاث ورأى بيرسيوس انعكاس ميدوسا من خلال درعه وهي لم تتمكن من رؤيته بفضل الخوذة فباغتها بضربة قطعت رأسها ووضعها بالحقيبة، و استطاع الوصول قبيل لحظات من فتك الوحش ببحبيبته أندروميدا فأخرج "بيرسيوس - Perseus" الرأس ووضعه أمام الوحش الذي التقت نظراته بعيني ميدوسا المتحجرتان فتحول الوحش إلى حجر، وأنقذ "بيرسيوس - Perseus" حيبيبته أندروميدا وتزوجا ..