حين تقاعد الصيني "باى فانجلى - Bai Fangli" من وظيفته كسائق "pedicab" عن عُمر يناهز الـ 74 عام ، قرر العودة إلى مسقط رأسه بمُقاطعة "هيبي - Hebei" لينعم بالراحة لبقية حياته، وفي الطريق إلي بلدته شاهد الكثير من الأطفال يعملون كسائقين للـ"pedicab" وهو مجال عمله السابق، فذهب للحديث معهم ليخبروه أنهم اضطروا إلى ترك المدرسة بسبب صعوبات مالية، يقول "باى فانجلى - Bai Fangli" شعرت أن قلبي أنفطر من حديثهم وقررت حينها العودة لممارسة عملي كسائق "pedicab" مرة أخرى لدعم أولئك الأطفال وغيرهم لتلقي التعليم، كانت عودته للعمل مُدوية بدوافع إنسانية ليستطيع جمع نفقات تعليم أولئك الصبية الصغار، كان يواصل العمل لـ12 ساعة يوميا وأحيانًا 24 ساعة متواصلة ليتمكن من العودة بالمال الكافي لدفع الأقساط المدرسية المُستحقة في موعدها، فكان يتناول الطعام البسيط ويرتدى الملابس المُستعملة وعاش بمنزل رث بضواحي مدينة "تيانجين - Tianjin" الصينية على أمل تقليص نفقاته الشخصية
.
بلغت مدفوعات "باى فانجلى - Bai Fangli" المالية للمدارس والجامعات ما يصل إلى 350 ألف يوان صيني، سدد أخرها عن عُمر 90 عام وتقاعد بعدها ليذهب أخيرا لمسقط رأسه لينعم بالراحة، بعدما أفنى 18 عام في العمل البدني الشاق مُنذ تقاعده الأول لتمكين أكثر من 300 طالب فقير من الاستمرار في دراستهم، وفي عام 2005 م تم نقل "باى فانجلى - Bai Fangli" إلى المستشفى ليجد الأطباء أنه مُصاب بسرطان الرئة وحالته حرجة للغاية ليسقط بعدها في غيبوبة عميقة، انفجرت مشاعر الحزن بين طلاب المدارس والجامعات بعد سماع أن "باى فانجلى - Bai Fangli" مريضًا بشدة، كانت مناديل الطلاب المُبللة بالدموع تحكي صدق مشاعر الامتنان تجاه السائق العجوز، قام طلاب "جامعة نانكاى - Nankai university" برفع 99 لافتة داخل الحرم الجامعي تدعو الناس للصلاة من أجله بوصفه بطلا وقدوة و رمزا إنسانيا قد لا يتكرر، توفي "باى فانجلى - Bai Fangli" عن عمر يناهز الـ 92 عام، ليتم اختياره بعدها من قبل "التلفزيون المركزي الصيني - CCTV" ضمن قائمة "أكثر 10 أشخاص لمسوا قلب الشعب الصيني عبر التاريخ"، بمساهمته الهائلة في المجتمع والتي حصد بها محبة واحترام وتقدير الملايين لعطائه الوافر