يعتبر لاعب كرة السلة الأمريكي "شاكيل أونيل - Shaquille O’Neal" أحد أبرز أساطير اللعبة في أمريكا مع بداية الألفية، لكن مسيرة أونيل لم تكن داخل ملاعب السلة فقط بل امتدت خارجها لتشمل الموسيقى والسينما والتلفاز، ولد شاكيل عام 1972م في ولاية نيو جيرسي وكان والده لاعب كرة سلة سابق لكنه أدين بتهمة حيازة مخدرات وتم سجنه ليتنازل بعد إطلاق سراحه عن رعايته لشاكيل ويصبح جده فيليب هاريسون العريف السابق في الجيش الأمريكي وصيا عليه مع والدته مما أثر في نشأته، فتعلم أثناء مسيرته كلاعب الدروس الأخلاقية التي فاتته كطفل نظرا لغيب دور الوالد عن المشهد فيحكي شاكيل عن أحد تلك الدروس فيقول، وقعت مع فريق ليكرز عقدا لمدة 7 سنوات قيمته 121 مليون دولار في صفقة انتقال حر، ثم وقعت عقدا بقيمة 40 مليون دولار مع شركة "ريبوك - Reebok" للأحذية الرياضية باهظة الثمن وأخذت اروج لتلك الأحذية في كل مقابلة مع الأعلام بعد كل مباراة تنفيذا لبنود العقد مع الشركة، وفي أحد الأيام كنت اتسوق في سوبر ماركت فأستوقفتني سيدة وأخذت توبخني بصوت عالي أمام الناس قائلة أصبحت ملهما لأطفالنا ياشاكيل وكنا نشعر بأنك تمثل طبقتنا الأجتماعية المتوسطة وخير معبر عنها، ثم أصبحت غنيا وتمنينا لك المزيد، ثم أصبحت تقوم بالترويج والدعايا لشركة أحذية Reebok التي تبيع الحذاء بأسعار لا نقدر على شرائها لأبنائنا الذين يحبونك وهم من صنعوا مجدك وشهرتك، كيف يمكن لأب فقير أو متوسط الدخل أن يشتري لأبنه ذلك الحذاء الذي تروج له بعد كل مباراة ويتعلق أطفالنا بعباراتك الدعائية لها وأصبح كل طفل منهم يحلم بذلك الحذاء، ألم تفكر في أن تصون ماء وجه الأباء والأمهات حين يطلب منهم الأبناء تلك الأحذية باهظة الثمن ويظهرون امام ابنائهم عاجزين حتى عن شراء حذاء، كنت أقول وهي تحدثني نعم ياسيدتي لديك كل الحق أنا أسف لم أفكر بها بتلك الطريقة ابدا هناك أشياء بالفعل لم تتح لي الفرصة لأتعلمها حتى تركتني وذهبت غاضبة، ظللت واقفا في مكاني في السوبر ماركت أفكر فيما قالته وسرحت بأفكاري وتخيلت أب يعود من عمله متأخرا في الليل ويصل للمنزل ليجد أبنه مازال ساهرا ويقبل على اباه مستبشرا ليسأله هل اشتريت لي الحذاء فيتحسس الأب جيبه بأصابع مرتعشة ليجده خاويا، فشعرت بالأختناق وبرغبة عارمة في البكاء تستبد بي فأخذت أردد في عقلي الويل لك يا شاكيل ماذا فعلت ؟ والناس حولي ينظرون لي، بالطبع لم أنم تلك الليلة وقررت أن أفعل شيء لأثبت لتلك السيدة التي لا اعرف أسمها أنني تعلمت منها درسا عظيما ..
.
قمت بعدها بفسخ العقد مع شركة "ريبوك - Reebok"، وذهبت لشركة احذية رياضية للكساء الشعبي للفقراء تسمى "وول مارت- Walmart" تبيع الحذاء بسعر 20 دولار، فأجريت مقابلة مع صاحب الشركة وعرضت عليه أن أقوم بالترويج لتلك الأحذية مجانا فقبل وكان مذهولا بذلك العرض، ثم تواصلت مع بعض مهندسي التصميم في شركة Reebok وعرضت عليهم أن يعملوا لدي بدوام جزئي وبمبلغ خيالي فوافقوا، وطلبت منهم أن يقوموا بتصميم أشكال لأحذية تباع بمبلغ 20 دولار بحيث يبدو الحذاء وكأنه يستحق قيمة 150دولار حتى لا يشعر الطفل بالخجل منه ولحفظ ماء وجه الأباء والأمهات، ثم حصلت على التصميمات وكانت رائعة وقمت بتسليمها لصاحب الشركة وقاموا بإنتاجها وقمت أنا بالترويج لها في الأعلام بعد كل مباراة وكنت أرتديها دائما، فكانت النتيجة تفوق الخيال نفسه لقد باعت الشركة 400 مليون زوج من الأحذية وأصبحت أنا شريكا في خط الأنتاج في تلك الشركة، ثم أختتم حديثه وهو يفكر بشرود: نحن المشاهير نرتكب خطأ شائعا، فعندما كنا في بداية حياتنا مجهولين نبحث عن فرصة للنجاح والشهرة لم نجد وقتها حولنا إلا الفقراء والطبقة المتوسطة الذين حملونا على الاعناق ليرانا سائر المجتمع حتى تحقق لنا النجاح والشهرة وحينها تحول حديثنا ليصبح موجها للأغنياء فقط، لاننا نلنا كل ما لدى الفقراء والطبقة المتوسطة بالفعل وحان وقت التركيز على ما لدى الاغنياء، أعتقد أن الناس يمكن أن تعلمك دروسا أخلاقية هامة تنقصك في الحياة وقد تقودك لفعل أشياء ملهمة حقا، المهم أن تتواضع وتجيد الأصغاء ..
.