ترجمة مقال عن تاريخ خفة الظل لدى المصريين

تفاصيل العمل

مقال طريف للكاتبة الصحفية "لورا تيرنر - Laura Turner" تأكد فيه أن حس الدعابة لدى المصريين عالي للغاية أكثر من غيرهم من شعوب دول العالم، لدرجة أن في ثورة يناير 2011 العالم تفاجئ بتغريدات بالإنجليزية للمصرين وقت الثورة بهذا الحس الفكاهي الشهير، وتوثق التغريدات كيف انتشرت روح الدعابة لدى المتظاهرين ما جعل مغردي العالم يعيدو نشر تغريدات المصريين لما فيها من دعابات قاتلة، وقالت الصحفية "سارة كار - Sarah Carr": إن السخرية لدى المصريين تمثل الرد الافتراضي على كل شيء يحدث في مصر، نُشر سابقا مقال بقلم "إسندر العمراني - Issandr El Amrani"في مجلة "فورين بوليسي - Foreign Policy" الأميريكية زعم فيه أن المصريين ليسوا فقط معروفين بخفة ظلهم ، بل أن القدماء المصريين لهم بردية تعود لـ 2600 عام قبل الميلاد تحتوي على أقدم نص سياسي ساخر في التاريخ المكتوب للبشر ..

.

تجيب تلك البردية على سؤال افتراضي هو كيف ترفه عن فرعون شاب إذا شعر بالملل ؟ تخبرنا البردية أنهم يحضرو بنات عرايا ويجعلوهم يرتدو شباك صيد فقط ويأتي الفرعون الشاب في مركب في النيل وحول المركب في الماء تسبح الفتايات ويقوم الملك بإصطياد الفتاة التي تروقه، هذا يعد أول نموذج مكتوب للسخرية السياسية في التاريخ، قال العمراني: إن السخرية من السلطات القمعية كانت جزءًا أساسيًا من الحياة المصرية منذ عهد الفراعنة ، نشر د. عمرو كامل عالم المصريات بـ"الجامعة الأمريكية بالقاهرة - The American University in Cairo"، لمحة عامة عن روح الدعابة المصرية القديمة ، قال أن الدعابة لم تكن موجودة فقط في النكات التقليدية ، ولكن في كل مكان في أدب وفن المصريين القدماء، فعلى سبيل المثال أظهر المصريون القدماء سخرية شديدة عند تصوير غير المصريين في رسومهم فلديهم بمعبد الملكة حتشبسوت نقوش توضح سخرية المصريين من زوجة زعيم مملكة بونت ،فبينما تظهر النقوش ملك بونت نحيفًا وكريمًا ، فإن الزوجة تبدو بدينة جدًا كحمار صغير ينتظر بصبر في الجوار .. من الواضح أن حتشبسوت أمرت بهذه النقوش الهيروغليفية على جدران معبدها لتوثيق رحلاتها التجارية إلى بونت كنوع من الدعابة السياسية الجريئة

.

نشر "ويليام أيريس وارد - William A. Ward" أستاذ التاريخ القديم ، مقالاً عن الفكاهة في المقابر يشير إلى أن مُعظم التماثيل في المقابر المصرية تبتسم، وبتلك الإبتسامة تخبرنا إلي أي مدى تحدى المصري مخاوفه من الموت بالسخرية .. كما وضح ويليام أنه نظرًا لعدم وجود نظام طبقي صارم في العصور القديمة ، فكان الأرستقراطيين مادة عادلة للمزاح والسخرية في النكات وفي ذلك الوقت لم يكن السخرية جريمة هذا واضح من كثرة النقوش الساخرة ،وإبان الأحتلال الروماني لمصر منع الرومان المحامين المصريين من ممارسة المهنة لأن مزاحهم وسخريتهم أثناء أنعقاد المحاكمة كانت تضر بهيبة المحاكم والقضاة ..

.

في النهاية تختتم "لورا تيرنر - Laura Turner" مقالها بقول: في مصر أي شخص هو ممثل كوميدي بالفطرة ..

.

بطاقة العمل