كتابة مقال عن أحد أعظم الروايات العالمية في تاريخ الأدب لا يعلم عنها الكثير

تفاصيل العمل

كتب الرسام والفيلسوف الهولندي "رامبرانت - Rembrandt" خاطرة فلسفية ذات مرة قال فيها : أن أفضل صورة مرسومة للشخص منا هي الصورة التي يرسمها في ذهنه لنفسه وهي ليست صورة واقعية بأي حال من الأحوال، ويبدو أيضا أن الأمر يتجاوز الملامح ويصل لأعماق الشخصية، فنحن لسنا كما نظن أنفسنا، وأنه يجب أن نطل بأنفسنا على صورة الواقع ونكف عن النظر للصورة الذهنية لنا ..

.

للكاتب الأيرلندي الشهير "أوسكار وايلد - Oscar Wilde" رواية فلسفية بعنوان "صورة دوريان جراي - The Picture of Dorian Gray"والتي نشرت في عام 1891م، وتحكي عن شاب يدعى "دوريان جراي - Dorian Gray" خلقه الله ومنحه حسنا وجمالا إلي أقصى حد يمكن تصوره، وجاء أحد الرسامين إلي ذلك الشاب ذات يوم وطلب منه أن يرسم له "صورة - portrait" فوافق بعد رفض ثم تردد طويل، وبعد إنتهاء الرسام من الـ "صورة - portrait" ومن شدة جمالها تم وضعها في قاعة عرض في لندن، فدخل الشيطان تلك القاعة في صورة إنسان يُسمى اللورد هنري ووتون وأطل على تلك الصورة وذهل من أمكانية وجود إنسان بمثل هذا القدر من البهاء والجمال، فطلب من الرسام صاحب قاعة العرض أن يعرفه على هذا الشاب لكي يرافقه في سهراته الليلية، فأخبره الرسام أن هذا الشاب يخاف للغاية على عطاء الله له والذي يتمثل في حُسنه وبهائه، فهو يلزم حدودا معينة في تصرفاته لا يتجاوزها وشكلا محافظا لحياته لا يغيره حتى يحافظ على جماله، وأثناء حديثهم دخل ذلك الشاب إلي القاعة فتعرف إليه اللورد هنري مباشرة ودون وساطة الرسام، فأخبره اللورد هنري أنه من الخسارة أن يهدر هذا الجمال والبهاء والشباب دون التعرض لتجربة الحياة، وبدأ في غواية الشاب الذي كان يرفض في البداية ويقول إنه يرغب في الحفاظ على جماله الذي أعطاه له الله، فعقدوا معا صفقة مفادها أن الشاب "دوريان جراي - Dorian Gray" مع اللورد هنري سيحصل على الشباب الأبدي وسيعيش مباهج الحياة كما يحبها ويحصل على كل الملذات الدنيوية ويرتكب كل الخطايا دون أن تظهر على وجهة أي أثار لتلك الحياة الصاخبة، وبدل من ذلك فالأثار كلها ستظهر على الصورة المرسومة له فهي وحدها التي ستتحمل وذر ما سيفعله فوافق "دوريان جراي - Dorian Gray"على ذلك وتم الإتفاق بينهما، فبدأ "دوريان جراي - Dorian Gray" في مرافقة اللورد هنري فعاش مباهج الحياة كاملة وجرب كل الملذات ولم يترك خطيئة إلا وفعلها وهو مطمئن أن الصورة هي التي تتحمل أثار تلك الخطايا وهو لا يصيبه أي شيء وجماله ظل كما هو، إلي أن جاء يوم وإستبد به الفضول لرؤية الصورة المرسومة له كيف أصبحت بعد تأثير تلك الحياة الصاخبة التي يحياها، وكان اللورد هنري الشيطان يحجب عنه تلك الصورة فكانت مغطاة بستار في غرفة بطابق علوي حتى لا يراها، فتسلل إلي الغرفة وأزاح الستار عن الصورة فوجد أمامه صورة مسخ بشع إلي أقصى حد، ومن هول الصدمة أخد سكينا وجدها في الغرفة ضرب بها الصورة فمزقها، وفي تلك اللحظة أنتهى العقد مع الشيطان وإذا بالصورة نفسها تتحول ملامحه فيها إلي ما كانت عليه في الأصل من جمال، وإذا بملامح وجهه تتحول إلي ذلك المسخ البشع الذي كان في الصورة في تصور فلسفي عن لحظة مواجهة الإنسان لحقيقته ..

بطاقة العمل

اسم المستقل
عدد الإعجابات
0
عدد المشاهدات
38
تاريخ الإضافة
المهارات