كتابة محتوى أبداعي عن مبادئ الأقتصاد من خلال مقال شيق

تفاصيل العمل

عكفت على ترجمة وكتابة محتوى مقال وقصة تتعلق بمبادئ الأقتصاد يخرج منها القارئ بفهم معنى: الغنى والفقر والإنتاج والإستهلاك والتحرر والعبودية

.

أعرفكم بالدكتور الجامعي "إنوسينت ماسينجو - Innocent Masengo" من أوغندا، والذي سيفتح معكم موضوعا نقاشيا جادا يبدأه بطرح سؤال .. ما هو الشيء الذي لا يعرفه معظم الناس عن شعوب أفريقيا ؟

.

أن معظم الأفارقة فقراء .. ليس لأنهم فقراء حقًا، ولكن لأن شخصًا ما قرر وصفهم على هذا النحو، ولكن أخبرني ما هو مفهومك عن كلمة الفقر ؟ نحن من أوغندا .. جدي مثلا في نظر العالم رجل فقير إنه بالتأكيد يعيش على أقل من دولار واحد يوميا .. وقد لا ينفقه أيضا، عمره 95 عامًا وفي العقود التسعة والنصف التي قضاها على كوكب الأرض لم ينقصه شيء أبدًا ولم يتوسل لأحد للحصول على متطلبات الحياة، التحق بمدرسة لمدة عام واحد وتعلم فيها القراءة والكتابة ثم غادر المدرسة وتزوج بعدها، ومنذ ذلك الوقت عندما يريد الطعام يذهب إلى مزرعة موز بجواره وينظر إلى عشرات العناقيد ويقرر أيها سيحصد لعشاء اليوم، بجوار المزرعة توجد حديقة البطاطا الحلوة وحديقة الكسافا وإلى الجنوب من مزارع الموز توجد حدائق الفول أو البازلاء أو الفول السوداني، يوجد أسفل الوادي أرض رعي بها عشرات الماشية البرية ويقدمون له الحليب مجانا يوميًا لـ 365 يومًا في السنة، يمتلك جدي مزرعة صغيرة بها 20 ماعزًا، وفي أوغندا لا نحب حليب الماعز ويُعتبره الشعب عمومًا مشروب غير مستساغ، ربما بسبب وفرة حليب البقر والذي نحصل عليه مجانا لذلك لم نحلب الماعز مطلقًا، وعندما تلد الماعز كان يبيع اثنين منها فقط لتكملة الدخل لإرسال أطفاله إلى المدرسة، كما قام بتربية دجاجتين كهواية يحصل منها على البيض، تنتج مزرعته الصغيرة للغاية أكثر مما يستهلك، يبيع القليل لتحمل تكاليف الخدمات الأساسية مثل الكيروسين - الذي تمت ترقيته مؤخرًا إلى الطاقة الشمسية - والصابون والسكر، ولان من يعيش بجواره منتجين أيضا ونادرا ما يحتاجون للمال كذلك فيخزنون أغلب انتاجهم والذي يفيض على استهلاكهم فيعيش الجميع في وفرة من الخير والنعمة، فتنتشر في المزارع المجاورة له أشجار الفاكهة الجوافة والمانجو والأفوكادو والبرتقال والباشن فروت والأناناس، يشرب العصير الطازج منها يوميا بلا مقابل كما هو واضح كل شيء هنا على أساس الكفاف لقد فعل هذا على مدار الـ 75 عامًا الماضية، كان لديه أحد عشر طفلاً والدتي هي أبنته الأولى أرسل جميع أبنائه إلى المدرسة ورأى ثمانية منهم في الكلية باع بعض الماعز من أجل ذلك ..

.

يعتبر جدي مثل ملايين الأفارقة الآخرين الذين يعيشون مثله فقراء، نادرا ما يملك المال ونادرا ما يحتاجه في الأساس، ينتج معظم ما يحتاجه ويحصل على ما يشتهيه من حوله مجانا ولكن باستخدام الوصف القياسي للبنك الدولي أو صندوق النقد الدولي لكلمة "فقير" فإن جدي فقير، أنا أعيش في المدينة حيث المجتمع المستهلك الذي اصابه سعار الركض المحموم لأقتناء أحدث شيء من كل شيء حتى ولو كان تافها بلا معنى، وأكسب من عملي الجامعي حوالي 1000 دولار أمريكي شهريا وهو راتب لائق في أوغندا ويعد في تقدير البنك الدولي دخل جيد، لكني بالكاد أستطيع الحياة مع أسرتي الصغيرة وليس بالترف الذي يعيش فيه جدي بالطبع، فرغم الفروق العلمية والأكاديمية بيننا لا يمكنني مجاراته في توفير الحليب الطازج والأطعمة الطازجة والفواكه الطازجة لأسرتي، وأصبحت أدفع أموال لا تصدق مقابل ما يحصل عليه جدي مجانا، قديما كانوا يجعلونا عبيد مقابل سد أحتياجتنا الأساسية من مأكل ومشرب ومأوى، الآن تغير المفهوم وأصبح أسمه عمل في وظيفة ما مُقابل سد أحتياجتنا الأساسية -بدون مأوى- وإن سُدت في الأساس، ويبدو أن جدي تحرر وأنا وقعت في هذا الشرك المُحكم، ألا ترى ذلك معي .. ؟

.

بطاقة العمل

اسم المستقل
عدد الإعجابات
0
عدد المشاهدات
26
تاريخ الإضافة
المهارات