أزمة كساد الأرجنتين العظيم
أزمة كساد الأرجنتين العظيم، هى تلك المرحلة والتى شهدت فيها الأرجنتين انهيارا سياسيا اقتصاديا واجتماعيا على دار عقود طويلة، تابعونا على قطوف.
أزمة كساد الأرجنتين العظيم
بدأت أزمة كساد الأرجنتين العظيم فى عام (2001) وذلك من خلال انهيار الاقتصاد نتيجة لسوء الادارة وعدم وجود رؤية واستراتيجية سليمة وواضحة من قبل رجال الاقتصاد للعمل على النهوض بالوضع المعيشى والاقتصادى الصعب خاصة بعد الاستقلال.
التضخم في الأرجنتين
البيزو هو عملة الأرجنتين الرسمية، ذلك والذى كان ضحية ممارسات اقتصادية سيئة خلال حكومات متعاقبة، انهار البيزو أمام الدولار بفعل عمليات الفساد الممنهج والذى تجلى من خلال الحكم العسكرى، ذلك والذى كان له الدور الأبرز فى تدمير الاقتصاد والذى كان من أفضل اقتصادات العالم كلية.
ارتفع التضخم فى الأرجنتين حتى أصبح يضرب بها المثل فى ارتفاع مستويات التضخم بصفة عامة، فانخفض متوسط دخل الفرد والذى أصبح من أقل الدخول فى العالم ما فاقم من الأزمة، زادت الاضطرابات الاجتماعية وأصبح المواطن غير راض وناقم على الوضع المعيشى المزرى.
وكان لسياسة الاستدانة من الخارج أن عجزت الحكومة عن سداد الديون حتى صنفت الأرجنتين كدولة (غير) قادرة على سداد ديونها وما عليها من مستحقات مالية لدول العالم، دفع الأرجنتين فى ذلك الوضع الاقتصادى الصعب وتردى الخدمات وانهيار قيمة العملة كذلك، فأصبح الشعب الأرجنتينى من أكثر الشعوب فقرا على مستوى العالم.
وبنظرة ثاقبة الى الوراء قليلا، فسنجد أن الأرجنتين قد أحدثت ثورة اقتصادية خاصة فى (التسعينيات) من القرن الماضى، ولكن سرعان ما تخلفت نتيجة لانعدام وجود استراتيجية سليمة لبناء الاقتصاد، استقطبت الحكومة المستثمرين ورجال الاعمال من كثير من دول العالم ودون أن تعتنم هذة الفرصة.، فأضحت الأرجنتين أسيرة التضخم وحدوث أزمة كساد الأرجنتين العظيم وكما أطلق عليها.
أزمة الأرجنتين 2001 PDF
مر اقتصاد الأرجنتين بعثرات عدة بدت مع بزوغ فجر القرن العشرين، وبدا ذلك مع الكساد الاقتصادى فى عشرينيات القرن الماضى ومرورا بالأزمة المالية العالمية فى (2008) وانتهاءا بالتغيرات الجيوسياسية على الساحة، فكان المسرح العالمى ساحة يعج بها الكثير من الأحداث والاضطرابات.
تلك الاحداث كانت سببا فى تدهور اقتصادات دول كثيرة والتى من بينها (الأرجنتين) والتى عانت ويلات دمار اقتصادى ممنهج، ان صراع المصالح والهث نحو تكوين ثروات هائلة كان هدفا لقلة قليلة تلك والتى كانت تحكم، فكانت تسيطر على مقدرات الدولة ومفاصل الاقتصاد.
مشاكل الأرجنتين
تحظى الأرجنتين بثروات طبيعية ضخمة والتى من بينها النفط والغاز، ولكن ونظرا لسيطرة النظام العسكرى والرأسمالية طيلة عقود مضت، فقد تسببت كل تلك العوامل فى تدهور الاقتصاد فى العموم، وحيث بدأت حقبة الكساد هذة نتيجة للطمع فى السلطة واستغلال النفوذ وحكم الفرد وانحسار الثروة فى يد فئة قليلة.
تغنم الأرجنتين بموارد طبيعية ضخمة تتمثل فى النفط والمعادن على اختلاف أشكالها، خاصة المعادن الثمينة والتى من بينها (الفضة) ما أهلها لتفوق اقتصادى كبير، قد يصل الاقتصاد الأرجنتينى ما يعادل (10%) وقد يتعدى تلك النسبة، ما ميزها عن غيرها من الدول.
مع بدايات القرن الماضى صنف اقتصاد دولة الأرجنتين من أفضل (عشرة) اقتصادات فى العالم، ولكن ومنذ فترة لوحظ انهيار الاقتصاد نتيجة لعدم وضوح رؤية اقتصادية سليمة نتيجة للاضطرابات والتى كانت أولها (الانقلابات) العسكرية طيلة عقود، تأخر الاقتصاد الأرجنتينى حتى صار فى ذيل قائمة اقتصادات العالم.
وضع أو صنف الاقتصاد فى القائمة السوداء نتيجة لانهيار العملة أمام الدولار، حاولت الحكومات المتعاقبة اصلاح التشوه فى بنية الاقتصاد ولكن دون جدوى، لجأت الجهات الحكومية الى خطة انقاذ تمثلت فى اللجوء الى المساعدات الأمريكية، ولكن ساء الوضع بل وأصلح أكثر سوءا.
تجربة الأرجنتين مع صندوق النقد
أبرمت الحكومة اتفاقيات عديدة مع صندوق النقد الدولى وبشروط قاسية، تلك والتى من بينها تعويم العملة المحلية ورفع سعر الفائدة أمام الدولار الأمريكى، فتعدى سعر الفائدة ال(50) ما قد أدى تخلف الدولة عن سداد الديون، تراكمت ديون الأرجنتين ما زاد العبء على كاهل المواطن.
يعد صندوق النقد أحد الأدوات الخطيرة والتى من خلالها تستطيع الشعوب المتقدمة السيطرة على الشعوب الفقيرة والأكثر فقرا، فلا يلجأ وطن الى الاقتراض من الصندوق الا وكان بلا رؤية اقتصادية سليمة، فقرض صندوق النقد الدولى يعنى مزيدا من العبىء ومزيدا من (تهميش) قيمة العملة أمام الدولار والعملات الأجنبية.
وبهذا الأسلوب يقع أو تقع هذة الحكومة أسيرة للدول الأكثر تقدما ويصبح اقتصاده تابعا وليس مستقلا بالمرة، كرس صندوق النقد لهذة الفكرة وبالتعاون مع الحكم العسكرى طيلة سنوات عدة، كانت الأموال الساخنة كانت شعار الحكومة والتى عملت وبقوة على جذب المستثمرين الأجانب.
ديون الأرجنتين
فقد قدمت لهم أسعار فائدة مغرى ومرتفع اذا ما قورنت بأسعار الفائدة عالميا، تشتهر الأرجنتين بسعر فائدة كبير والذى الأعلى فى العالم وبلا منازع، يليها البرازيل تلك والتى عانت كذلك من كثرة الديون والاستدانة من الخارج، وفى هذا الصدد واذا ما عقدنا مقارنة بين اقتصاد الأرجنتين واقتصاد فنزويلا، فسوف نجد تشابها كبيرا بين الحالتين الأرجنتينية والفنزويلية.
هذا وبالرغم من شهرة الأرجنتين (ببلاد الفضة) الا أن ذلك التعبير كان مجازيا فقط، حيث كان يعبر عن كثرة الثروات الطبيعية والتى يمتلكها هذا البلد الكبير، تلك الثروات والتى اذا ما أحسن استغلالها لأصبحت من أقوى دول العالم اقتصاديا كالولايات المتحدة والصين.
الأرجنتين دولة فقيرة
تتنوع التركيبة السكانية للشعب الأرجنتينى ما بين العرب والطليان والبريطانيون والأمريكان.. الخ، فكانت البلاد مجموعة من السلالات من معظم دول العالم وأوروبا وأسيا، بالاضافة الى عدة ديانات والتى من أشهرها الاسلام والمسيحية حيث مسقط رأس البابا (فرنسيس).
يتعايش السكان على اختلاف الثقافات والتى شكلت وجدان الشعب الأرجنتينى والأليف بطبعه، فهو شعب محب لكرة القدم والذى اشتهر على وقع صدى لاعبى كرة القدم الأشهر فى العالم دييجو مارادونا وليونيل ميسى، تلك الرياضة والتى كانت أحد مصادر الدخل القومى خاصة القرن المنصرم.
خلاصة
هل ما زالت الأرجنتين بلاد الفضة كما كانت قديما؟ أحيانا قد يكون نظام الحكم احد الأسباب الهامة والتى تكون دمارا للاقتصاد، ولكن وبالرغم من ذلك شهد هذا البلد نهضة اقتصادية كبيرة مؤخرا خاصة بعد أزمة كساد الأرجنتين العظيم وعودة الديمقراطية. ذلك والذى لم يحدث الا عندما قال الشعب كلمته، فقد قرر عدم العودة الى الوراء والمضى قدما فى الاصلاح، ذلك والذى لن يتحقق الا بأيدى أبناء هذا الوطن العريق.