تفاصيل العمل

كلنا نسمع بمقولة السفر عبر الزمن لكن لا أحد يصيغها على الشكل التالي ! التحكم في الزمن ؛

و أول سؤال تبادر بذهني هو ما الذي يدفعنا إلى الإعتقاد أن الزمن يتحرك نحو الأمام ؟

لماذا لا يتحرك نحو الخلف و نحن نشيخ لأننا نستهلك هذا الجسم البشري الكربوني كمعادلة طاقية ثابتة لا غير ...

الغالبية القصوى من المفكرين اللامعين بهذا المجال يعتبرون الزمن بعدا من الأبعاد المتاحة لهذا العالم المحدود في عنصر دوري للعناصر ...

لكن ماذا لو كان الزمن عديم الأبعاد ولا قياس له فهو موجود كفكرة فلسفية فقط و أن الماضي و الحاضر و المستقبل هو الآن فقط و وجودنا بزمن معين يقع على مسألة إدراكنا فقط ! مثال على ذلك : الزمن الذي تتنفسه و أنت تقبل شفة حمراء لشخص تحبه ( من الأفضل أن تكون الشفاه حمراء وطرية فهذا المثال لن ينطبق على ذوي الشفاه الزرقاء المريضة ) ليس نفسه الزمن و أنت تنتظر الحافلة ظهرا و الشمس تلسع جلدك الناعم و الذباب يتربص حول عينيك كي يقضم قطعة من بقايا الصباح ...

إشتر سيارة أيها الفقير و لن تعاني هكذا !

لماذا نسمع كلاما من قبيل ، لقد شارف على الموت و رأى صفحات حياته تمر من أمام عينيه !

ألم تتسائلو عن الأمر يوما ؟ هل مر أحدكم من هذه التجربة ! إن كان الجواب نعم فأنت المختار الذي سوف يحرر العالم من قبضة الشر و سوف يقيم العدالة و سوف يموت في نهاية الفلم مشنوقا من طرف أصحاب السلطة الذين ليس من صالحهم أن يفهم الشعب أن أموال الضرائب هي خدعة لكي يزداد الأغنياء غنى و الفقراء تعاسة ...

المهم لنعد إلى لحظة الموت المحتمة و أنت تحملق عينيك الجاحضتين أمام لحضة اصطدام قطار بجسدك قبل لحظة سوف يتوقف الزمن و عقلك سوف يستقبل جرعة ثقيلة من الزمن ليصيغ لك ذكريات خمسين سنة على شكل فلم قصير لا يتعدى أجزاء الثانية ترى فيه كل لحظة أطربت روحك و كل صوت داعب أوتار قلبك ... سوف تشهد نهاية الحياة و بداية حياة ...

مؤلمة أليس كذلك ! هكذا بعض لقطات الوعي و أحيانا تكون أقسى من لحظة ارتطام قطار بوجهك البشع لهذا لا عزاء لمن صدمه قطار و لم يكن وسيما ...

إليك لحظة أخرى تسمى الغرق و هي عندما تجد نفسك ترتفع نحو أعماق المحيط و صوت نبضات قلبك يتردد صداها العميق عبر طبلة أذنك و الماء يتخلل نحو كل مجرى من مسالك هذا الجسد الصغير حتى تشعر بألم شديد بقلبك و لحظة سكون تخلق مجالا طاقيا عظيما يبدد مفهوم الزمن و يجعلك ترى حياتك بنفس طريقة القطار فلا داعي لإضاعة الماء ؛ قد تشعر بسكون بارد حول قلبك و تسمع أحدا ينادي بإسمك ثلاثا و نور بارد ينزل إليك ليسحبك نحو الأعلى لتتفاجئ أنك تطفوا و هنيئا أنت ميت رسميا و كل ممتلكاتك و هاتفك الذي يحمل فيدوهات إباحية و كل ملابسك التي تبدو فيها جميلا كل هذه الأمتعة اللطيفة سوف يستمتع بها محظوظ لعين لهذا حاول أن لا تترك شيئا خلفك !

تجارب جميلة جدا لا أنصح لأحد أن يجرب ما ذكرته إلا إن كان باحثا أو طالب علم أو صاحب ديون ...

هذه اللحظات السريالية من الزمن تجعل البشر يشعرون حقا أنه لا وجود لما يسمى زمن فهو يوجد فينا و نحن في الزمن ،

سوف أحكي لكم قصة على لسان ملايين الناس و يبدو أن أحد أصدقائك لديه نفس القصة " بعد منتصف الليل نام أحد ما و حلم بأحداث ما بألوان ما و أشخاص ما و ملابس ما و كلام ما و طعام ما ؛ و بعد شهر أو بعض يوم تجلى ما رآه أمامه بالحرف و السكون "

إنتهت القصة ، العديد يسمونها رؤيا حق و هناك من يسميها الحلم الجلي و كل حضارة مرت من تجارب عن هكذا أحلام تتحقق بدون رمزيات و أشدد على كلمة أحلام بدون رمزيات ببساطة سوف تنام لترى إبن جارك ذو الرأس الكبير دهسته سيارة من نوع ميرسي ديس صاحبة اللوحة سبع مائة و ثلاثة و سبعون ؛ إنتهى الحلم و بعد ثلاث أيام تحقق الحادث بنفس لوحة تعريف السيارة ؛ إنتهيت من التأطير !

أنا مضطر للأسف إلى تأطير الفكرة تجنبا لكل ضفدع سوف يخبركم أنها مجرد ظاهرة يسميها العلماء " ديجا فو " كي يشعر أنه عبقري و يذهلكم بكمية العلم الذي يحمله تحت جمجمته السميكة لهذا أغلقوا الكتاب و انتظرو حتى يغادر أو تدهسه تلك الميرسي ديس أيضا و أتمنى ذلك حقا ...

الآن بعد ما سبق من تساؤلات حول ما يحدث للزمن تفاعلا مع حالاتنا العاطفية و مشاعرنا و كيف تتفاعل أرواحنا مع الحدث قد نستطيع الجزم ليس يقينا بل على وجه الإفتراض الذي سوف يحيلنا قطعا على فهم أعمق قليلا للزمن و نمتلك مفتاحا جديدا لهذا الباب المرعب و الرائع ؛ كيف نتحكم بهذه التحولات ! أي كيف نتحكم في صبيب الزمن عبرنا !

كيف نجعل من الساعة يوما و من اليوم شهرا ؟

الجواب هو النقود ! الكثير من النقود

أمزح فقط ... ؛ الجواب هو التردد الذي يهتز به دماغك تحت مسمى تقني يطلق على وحدته العالمية " الهرتز " أي العمليات الطاقية التي تتجلى على شكل تفكير و خيال و تذكر و تحليل ، إن التردد الخاص بكل شخص يجعله يعيش زمنا خاصا به و في تجربة سابقة لي قبل سنوات كنت طالبا في كلية العلوم التافهة وضعت استطلاعا مزدوجا بسيطا لطلبة علوم يحبون مادة الرياضيات و طلبة آداب يكرهون مادة الرياضيات شرط التركيز الكامل و بعد كل عشرين دقيقة أطلب منهم تقدير الوقت الذي مضى على بداية الحصة فكانت النتيجة غريبة حقا رغم أنها أمر اعتيادي لكنني أظنني الوحيد الذي قرر التعامل مع ظاهرة مألوفة على شكل ظاهرة علمية متجلية أمامنا لكن لا أحد استطاع الإنتباه بجدية ... ؛ حيث بعد عشرين دقيقة الأولى كان التقدير المتوسط بين الطلبة هو 40 دقيقة في حين كان التقدير المتوسط لطلبة الرياضيات هو خمسة عشر دقيقة مع احتساب عامل الإرتياب الذي يضع احتمال الحساب الذهني للوقت ...

هكذا أدركت أن الحالة الذهنية للعقل البشرية أو بشكل أدق أن التردد الذي يهتز به الدماغ في حالة ما تحت ظرف ما هي التي تحدد شعورك بالزمن و بالتالي التحكم في سيولته فبدل أن تمضي ساعة في دراسة أو حفظ أو ممارسة نشاط ما قد تمدد تلك الساعة لأكثر بكثير و هكذا سوف تنجز ضعف ما ينجزه شخص آخر في نفس الوقت لكن ليس في نفس الزمن ،

الآن سوف تفهم لماذا ممارسة الجنس في الخفاء و بين الحقول أو محل تجاري مع إحدى الزبائن تجعل الوقت يمضي أسرع من المعتاد أي أن حالتك الذهنية تتفاعل مع رغباتك الحيوانية الأولى و تجعل انسياب الزمن يتباطئ كلما اقتربت من تلك الرعشة الجنسية المنشودة ...

إذن ! كيف سوف نتحكم في هذا الشيء اللعين المسمى هرتز !

إنها الصلاة ... النهاية

البداية ...

باسم الله الرحمان الرحيم

" و إن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون "

بإمكاني الإستدلال على الأمر من خلال حضارات غير الإسلام لأنها ظاهرة مشهورة شيئا ما لدى الحضارات القديمة لكنني أفضل القرآن و قد تكون هذه الآية ضمن ما أطلق عليه وزير النبي سليمان آصف ابن برخية " علم من الكتاب "

إن ما نتحدث عنه حاليا يطلق عليه في الأوساط العلمية ( النسبية )

و لمن لا فكرة لديه عن تفاصيل هذه النظرية المذهلة سوف ألخصها لكم على شكل ثلاث معادلات لغوية معقدة ؛ ( إبحثوا ) ( في ) ( غووغل )

الآن سوف نعود لعلاقة الصلاة بكيفية التحكم في الشيء هرتز ...

الصلاة هنا ليس مقصودا بها الفرائض الإسلامية بل الطقس المراد به التقرب إلى الله و بلغة أكثر موضوعية

الصلاة كل نشاط يجعلك ترتبط بكيان عظيم مقدس و يهذب روحك و يجلك ساكنا و صافيا قليل الحركة و خالي الضوضاء " تعريف ارتجالي آني "

الفراعنة هم أقرب البشر فيما يخص طرق الصلاة التقليدية من تأمل و سجود و تلاوات مقدسة للحفاظ على حالات ذهنية معينة لأنهم كانو يعلمون يقينا ببعض أساليب التحكم في الزمن عبر هكذا تقنيات ...

إذن إبحث عن الشيء الذي يجعلك هادئا و صافيا و متزنا و مرتبطا بكل ما يجعلك في حالة سكون " لا أقصد البيرة " لقد تجنبتها منذ البداية و كان بإمكاني استعمال مثال تأثير الكحول على الدماغ و علاقته بتعديل التردد و بالتالي الزمن الذي يمر عليك في حالة سكر يتسارع بشكل أكبر لأن الوعي غير متصل بالأقمار الصناعية التي تخبرك كم الساعة ...

بعد أن تجد ما يجعلك ساكنا و قد أساعدك قليلا ببعض الأمثلا التي قد تنطبق على أغلب سكان العالم الذين سوف ينقرضون قريبا إلا صاحب المحل الذي يبيع طعام القطط ...

الطريقة الأولى : الماء

الطريقة الرابعة : التنفس

الطريقة الثانية : ضوء شمعة

الطريقة الثالثة : الإستلقاء عاريا على العشب ( تجنبوا الأعشاب الذكورية قد تتمادى قليلا )

صوت تدفق الماء يهتز بتردد يعادل اهتزاز دماغك في حالاته السريالية الهادئة و غالبا تتحلى هذه الحالة وسط حلم جميل ...

و التنفس بشكل منتظم يجعل دماغك أكثر تنظيما للعمليات الحيوية بداخل الجسم و بالتالي مناعة أقوى

[ بعض التقنيات سوف أفصلها نهاية الكتاب بعنوان " تداريب تطبيقية " ]

و التركيز الكلي على ضوء الشمعة و محاولة منع الأفكار سوف تفتح المجال لكثير من الإمكانيات العقلية بالظهور و العودة تدريجيا بعد التدريب المكثف على هذه التقنيات

و الإستلقاء عاريا ليس بالضروري العشب لكن المغزى هو تمكين الجسم من إعادة التواصل مع الأرض للإستفادة من الإنبعاث الذي لا يدركه البشر إلى من وهب البصيرة لذلك

و هو أقرب بكثير من الشعور عندما تعانق شجرة و تشعر برابطة خفية لا تستطيع وصفها بالكلمات

كأنك عبارة عن نبتة حية تفكر ...

بعد هذه التقنيات البسيطة في شكلها و المعقدة في فهم أصولها و ميكانزمات عملها سوف تتمكن من تطويع انسياب الزمن من خلالك بشكل أفضل ...

بطاقة العمل

اسم المستقل
عدد الإعجابات
0
عدد المشاهدات
73
تاريخ الإضافة