تفاصيل العمل

إن اللغة البشرية هي أول مدخل لنا لفهم ما يدور داخل الدماغ

و العقل كما يزعم بعض الكتاب أنه نشاط هذا الشيء المسمى دماغ لكن المسألة أعقد بكثير و الدليل أن أول فخ يقفون عنده هو اللغة و من أين ينبع أصل تكوين لغة بشرية و هل الدماغ البشري يملك قاعدة لغوية أم يتم اكتسابها

هنا مربط الحمار و لقد تعمدت اختيار الحمار لأنه أذكى من الفرس لكن القدر لم ينصف تسميته للأسف

قبل العديد من الأصفار ( يعني ملايين السنين بطريقة مضحكة )

كان البشر الأوائل يتواصلون عبر الأصوات لفهم بعضهم البعض لكن الطفرة التي غيرت مجرى تطور البشر هي اللحظة التي صرخ فيها أحد أجدادي القدماء فنطق بكلمة " تبا "

أنا أمزح ، أكيد أنه قال شيئا ما لكنها كانت طفرة مهمة لتطور اللغة و هكذا تم تداول الأوامر و الطلبات و التعابير قبل حركات و أصوات متكررة على شكل كلمات بسيطة و رموز حجرية لكي يتم التعبير على محتوى العقل آنذاك ؛

تطور الوصف لدرجة كبيرة و بعد آلاف من السنين طور البشر الأسماء عن الأشياء حتى يومنا هذا فصار الحمار إسمه حمار و صار الرقم واحد هو الرقم واحد و اللون الأحمر هو ذلك اللون الذي نراه أحمرا ،

شكل مربع هو الشكل المربع و ذلك الشيء المشع فوق رؤوسنا هي الشمس .

هكذا تجد كل حضارة تملك قاعدة ضخمة من الكلمات التي تشكل لغة للتواصل ...

لهذا كلما عاش البشر أكثر على كوكب الأرض طور عددا كبيرا من الكلمات حول ما نراه و ما يحدث و ما هو موجود ؛ و قليل من ما نستطيع استعماله لوصف ما نفكر به و ما نشعر به فهذا لا يزال يتطلب اختراع آلاف من الكلمات الجديدة لمساعدة الجنس البشري على التعبير بدقة عما يدور في أذهانهم ...

هكذا تطور البشر عبر مسلمات لغوية نجزم بها أن الرقم 6 هو الرقم ستة في القيمة و المعنى و شكله يقدم لنا فكرة عن قيمة هذا العدد عندما نعبر به عن تعداد أشياء ما ...

و أن اللون الأحمر هو اللون الذي يتميز به الدم !

الآن لدينا المفتاح الذهبي لنفتح بابا إلى عالم سوف يجعل بدنك يقشعر لذة و أنت تدرك محتواه ...

هكذا نحن على شفير تعديل زاوية البصر و الإدراك لمسلمات أقدس عند العقل من الجنس و المال و السلطة فهو لا يريد الخوض في هكذا متاهات قد تجعله يخرجنا من ذواتنا لنطلع على علوم الأولين و الآخرين...

الآن ماذا لو كان اللون الأحمر هو أصفر في الواقع

و أن اللون البرتقالي هو لون أخضر

و أن الرقم إثنان هو خمسة

و أن الرقم خمسة هو واحد !!

ماذا لو أخبرتك أن اليوم الذي قسمه البشر لأربعة و عشرون ساعة هو ليس أربعة و عشرون ساعة بل يوم فقط و هو ثلاث ساعات ...

ماذا لو أخبرتك أن اتجاه عقارب الساعة ليس من الضروري أن يكون نحو اليمين بل نحو اليسار

ماذا لو أخبرتك أنه ليس هناك ما يسمى الوقت يمر ! بل تكرار للأيام فقط و نحن من نستهلك الجسم حتى يهلك أو نتسبب في مشكلة ما ولا فرق بين عشريني و أربعيني فقط أحدهما ظهر قبل الآخر بتكرارات أيام فقط

هذه المفاهيم حول المسميات و المسلمات التي صنع البشر هي من صنعت كل ما نراه حاليا من تطور و علوم و فهم لبعض من الكون و الإنسان ؛

فهناك احتمال ليس بهين أن هناك حضارة ما في مكان ما بزاوية ما تعيش حاليا و هي لا تعتمد على ترقيم و تسمية الأشياء بل تفهم ما يحيط بها عن طريق تقنية أو مهارة التخاطر فقط طورتها أدمغتهم فصارت وسيلة تواصلهم و فهمهم لكل ما يدور حولهم ؛

لهذا صودف أن بعض الأنبياء و بعض الرهبان و الأولياء الصالحين و الفلاسفة العظماء أخبرونا أن الروح هي منبع العلم و الروح لا صوت ولا لغة لها غير وسيلة وحيدة تتصل بينا عبرها و هي المشاعر و رموز الأحلام لأنها تفهم الأشياء بماهيتها و ليس هندستها أو ما تتشكل به من كلمات أو أبعاد ما ،

إنها البداية ! هذا الكيان الرفيع الذي يحمل أسرار الحياة و الخلود و المعرفة و الموت ... يجب أن تلمس أطرافه و تفهم ما هو(هي) و تتفهم و تقبل فكرة أنه مجرد حاوية إسمها بشر ذو جهاز عصبي لديه القدرة على فهم رسائل بسيطة من هذا الكيان العظيم ... أملا في التواصل فقط لأن الفهم عسير على أمثالنا لأن الروح علم و العلم يؤتى من أهله .

قد تلاحظ شيئا بهذه الفقرات سوف يثير اهتمامك ! إنها البداية و النهاية

من اللغة إلى الروح أليس كذلك - إنها ملاحظة بسيطة لكنني تافه ؛ حقا آسف -

إن اللغة هي الملاذ الوحيد للعقل الأعظم أو الروح و لقد تعمدت استعمال تسمية العقل الأعظم أو الوعي الأعظم إشارة و احتراما لمن بذل جهدا عقليا للتعريف بهذا الشيء الذي يلمس البعض من قلوبهم حتى يخرجوا على الناس به ولا أحد منهم حقا اختلف عن أن اللغة هي مدخل صغير لها إلى كياننا و عالمنا المسجون بين كلمات و تسميات و أرقام قد لا ترقى لكي تصف مكنونها الخام من المعرفة و الإدراك ، لكن الجميل أنه يمكننا فك رموزها عبر تحليل نمط هذا التواصل المقدس .

و قبل أن أشرع بكتابة الطريقة الفضلى لفهم هذا الكيان أشعر حقا أنني أريد وصف ما أشعر به عبر استعمال نفس المنطق الذي تستعمله الروح لكي تتواصل مع عقول بدائية إسمها " بشر "

الأمر و كأنها على شكل محيط أرجواني بارد لا أفق له ينصب عبر عين إبرة بحجم رمشة عين فلا زمن ولا عينا تكفيه للولوج بكل ما يحمل إلا قطرات تخرج على شكل تراه و تفهمه تلك العين فقط ...

هكذا علم الروح و علم الكتاب و علم الأولين و العين هو نحن و ما نفهمه من هذا الصبيب المرعب في طياته ...

إنتهيت من الوصف بعد عرق شديد على جبيني و دقات قلبي تتسارع و مغص بأمعائي لا أعلم حقا لم تزامن وصفي مع هكذا تقلبات جسدية لكنني أشعر أنني لست وحدي بهذه اللحظة بالذات ؛

و هذا تطبيق عملي لكل من يريد الخوض بهذه الرحلة المليئة بالقشعريرة و مشاعر الخوف و برودة الأطراف :

خذ قلما تحبه و كتاب فارغ تحبه و لا تلمسه بعد التدوين إلا و أنت طاهر البدن ، دون كل حلم تحلم به على هذا الكتاب كما رأيته رموزا كان أم أشياء ؛ كلمات ؛ أحداث ؛ أشخاص ؛ روائح ؛ مذاق ؛ أماكن ؛ مشاعر ...

و لكن من يجد صعوبة بالتذكر هذه خدعة بسيطة تدرب بيها دماغك على الإحتفاظ بمحتوى الحلم قبل الإستيقاظ " بعد أن تشعر حقا أنك تستيقظ حاول أن لا تتحرك إطلاقا حتى تسترجع خيطا من خيوط الحلم هكذا بعد الأيام و التكرار لأيام قليلة جدا سوف تتذكر الكثير و الكثير حول أحلامك ثم دون بدون انقطاع "

أنت الآن تدون المحتوى اللاواعي لعقلك الذي بدوره يعتبر شيفرة لفهم لغة جديدة عن كيفية مخاطبة ذلك الكيان لنا لهذا بعد مدة من التدوين سوف تتعلم اللغة الحقيقية لهذا الوجود و كما أشرت سابقا ( ماذا لو أخبرتك أن اللون الأزرق مثلا ليس لونا كما نعرفه و نصف به السماء بل هو رقم أو خبر أو صوت ما ) هذا ما سوف تكتشفه عبر تدوين مستمر و صدقني سوف تشعر بمياه ساخنة تسري عبر حوضك و أسفل ظهرك بعض الأحيان أو قد تشعر بالوعي الخالص داخل حلمك أو حتى سوف تمر من العديد من محاولات خروجك من جسدك لهذا لا تخف من هذه التغيرات لأنها مجرد ردود أفعال طبيعية يقوم بها عقلك للتحرر من هذا الجسد المحدود فقط لا تقاوم و استمتع بما سوف تراه ... ؛ فقد فتحت أول باب و قلبت أول صفحة من صفحات علم من الكتاب

بطاقة العمل

اسم المستقل
عدد الإعجابات
0
عدد المشاهدات
56
تاريخ الإضافة
المهارات