مراجعة رواية " أنت كل أشيائي الجميلة "

تفاصيل العمل

" في الغياب..

أسألك بمن سخر كل هذا الجمال فيك

أن تقاوم من أجلي كل محتل يريد امتلاكك

سأعود يومًا أجر خلفي جيوش الشوق إليك

لأعاقب كل من فكر يومًا في احتلالك. "

قبل الإنتهاء منها كرواية أدركت بأنها الكتاب الثاني لحكاية تحمل اسم " مدينة الحب لا يسكنها العقلاء " ورغم أن غلافها يحمل غلاف الكتاب الأول لكني لم أنتبه له ولم أشعر بأن شيءٍ مفقود أثناء قراءتها؛ فمن الرسائل الموجودة بالداخل استطعت التكهن بالبداية من نهايتها هنا.. في أنت كل أشيائي الجميلة.

" الفتاة التي ينتهي اسمها بتاء مربوطة. "

كاتب في معرض الكتاب يوقع على بعض النسخ من أعماله تأتيه طفلة وتسلمه بعض الأوراق ثم تختفي وكأنها لم تكن وما يثبت تواجدها فعلًا وأنها لم تكن خيالات هي حفنة الأوراق التي تركتها.

احتوت الأوراق على الكثير من الرسائل كتبتها فتاة مجهولة في البداية حتى عرفت عن نفسها بأحد رسائلها بطريقة لن يعرفها سوى الكاتب ويتضح منها أنها كانت خطيبته قبل أن يصبح كاتبًا.

و من خلال الرسائل تعرف كما كان نرجسي مؤذي لا يهتم إلا بنفسه، أحبها فقط لأنها تعطي المساحة لنرجسيته في الطغي. وعلى حد تفهمي للكلمات هي من تركته بالأخير.

" أن تقع في الحب أولًا، ثم تنتظر حتى يأخذ القدر منك ذلك الحب قهرًا حينها فقط يصبح في مقدورك أن تكون كاتبًا. "

أخبرتها بأحد الرسائل بأنها من جعلت منه كاتبًا مستعينة بحديث له عندما كانوا سويًا حين سألته كيف يصبح الإنسان كاتبًا وأخبرها أن الكتابة استعادة شيء من الخيال يستحيل مواصلة الحياة دونه وأن الجرح هو وقود الكاتب.

رغم كل شيء هي لم ترحل سوى بعدما جعلته يُحبها؛ يدمن وجودها، وكانت هذه هي طريقتها في أخذ حق جروحها التي أحداثها بنرجسيته.

و اخبرته في أخرى " أن أقسى ما في رحيل المرأة هو أنها حين ترحل لا تعود مرة أخرى، وإن أشفقت عليك وعادت، فإنها تعود امرأة أخرى لا علاقة لها بتلك الأنثى التي كانت معك يومًا. " فعرفت من كتاباته أنه مازال ينتظر عودتها وكان لابد من إخباره بأن تلك المرأة التي أحبها لن تعود حتى ولو أعد له القدر جسدها.

كانت فتاة سعيدة قبل أن تعرف الحب، وبسببه عرفت للتعاسة طريق فأصبحت تتقن الكتابة. اهانته بالأدب حين دست له في منتصف رسالة " الحب هو أعظم القضايا التي قد يحارب من أجلها الرجل. " وأن عليه ان ينشر تلك الرسائل، أن يصفع كل رجل عبث يومًا بقلب فتاة؛ أن ينتقم لها ولجميع النساء.

" الحب ليس شرطًا أن أراك متلبسًا بالخيانة لكي أهجرك؛ يكفي أن لا أشعر بالأمان معك وأعدك بأن لا تراني مرة أخرى. "

من أراد قراءتها كرواية فستخيب أماله، فهي تصلح لأن تكون من أداب الرسائل وما يفرق بينهم أن جميع رسائل ذلك الكتاب تحمل جميعها نفس الحالة؛ حالة العتاب.

لستُ من محبين ذلك النوع لكني أكملت قرأتها وانتهيت منها بيومين، ولو لم تنال اعجابي بشكلٍ كبير لكني أشكر كاتبها لأن بسبب اسمها اُهديت لي..

" حتى الوردة التي في طرف بستانك قد تمتد جذورها إلى ما بعد الحائط للبحث عن قطرة ماء تنقذ بها حياتها، هي لم ترتكب خطأ؛ فالذنب ذنبك حين أهملت سقايتها. لذلك لا تبدد مزيدًا من الوقت لبناء الأسوار، فأسوارك المرتفعة لا تخفيني ولن تمنع جذوري من التمرد بحثًا عن قطرة ماء، كل ما أريده منك هو قليل من الاهتمام وأعدك أن تبقى جميع الأزهار لك حتى ولو جفت جميع آبارك أو احترق البستان. "

بطاقة العمل

اسم المستقل
عدد الإعجابات
0
عدد المشاهدات
522
تاريخ الإضافة
تاريخ الإنجاز
المهارات