مراجعة رواية " متاهة الأرواح "

" عندما تنطفئ الأضواء وتصمت الموسيقى وتفرغ الخشبة. لا شيء يحافظ على قيمته سوى السراب الذي يبقى مطبوعاً في مسرح المخيلة الذي يحمله كل قارئ في ذهنه ".

أهلاً بك في الرحلة الأخيرة لمقبرة الكتب المنسية

الكاتب هنا يُدعى " فكتور ماتايكس " والمختلف أن هذا الجزء لن يكون فقط منحصر على حياته، فهناك الكثير من الخيوط التي لم تُعقد وظلت منسدلة في حياة الكاتبين السابقين " داڤيد مارتين " و " خوليان كاراكس ". ولم يلقا الشرير جزائه في القصتين و سيزيد عليهم قصصٍ آخرى تكشف في هذا الجزء.

" العالم ليس بذلك المكان منعدم الأخلاق

العالم ماهو إلا مرآة عنا نحن الذين نشكله ".

عائلة سيمبري تواجه ماهي عليه حقاً هنا، دانيال ذلك الطفل الذي رأيناه يكبر ويخرج من مرحلة ليدلف إلى الآخرى يواجه ليعرف كينونته الحقيقية لا السلام والوداعة التي يظهر بهم دوماً. مفاجآة تكشف في النصف الأخير من الرواية لم تغير من رغبته في الإنتقام بل زادت منها ويبقى فيرمين كما هو يعتبر نفسه المسؤول عن إنقاذ الجميع وخاصة دانيال.

" نقع في الحب عندما لا ندرك أننا نحب، ولقد وقعت في غرام ذلك الرجل المقهور ذي التعاسة العميقة قبل أن أفكر في أنه يعجبني ".

أربعة أجزء بثلاثة كُتاب كلن منهم عانا الكثير حتى كانت حياتهم كالجحيم، وكان أقربهم إلى قلبي هو " داڤيد مارتين " الذي كرس حياته للكتابة ولم يذكر أحد أيٍ من كلماته التي أحرق دماغه قابلة الآلة الكاتبة ليخرجها منه. مارتين الذي أهدر صحته ولم يفقد رشده كما يصفه الجميع أو يجوز أنه كذلك لكني أرفض رؤيته بتلك الطريقة.

" الشيطان الحقيقي الوحيد هو دماغه، ودماغه يأكله حياً ".

رواية مبنية على الماضي، ماضي مخفي يُكشف في كل جزء بعضً من أحجيته التي تكتمل جميعها هنا في متاهة الأرواح لتكتمل الصورة.

لستُ ممن يقولون أن تلك الرواية يمكن قرأتها دون ترتيب، أفضل قرأتها بالتسلسل الزمني للأحداث لعدم الضياع وسط كل تلك الخيوط المتشابكة، وفي المرة القادمة سأقرأها بهذا التسلسل.

1- لعبة الملاك

2- ظل الريح

3- سجين السماء

4- متاهة الأروح

حتى ولو كان الجزء الأخير لم ينل إعجابي كالأجزاء الآخرى لكن سأعيد قرأته من أجل خوليان كاراكس.

" المرء إذا كان لديه أدنى حس بالحشمة والأخلاق وبعض النقود في جيبه أيضاً، يجد وسيلة لئلا يدمر حياة أولاده، ولكي يكون آبًا لا يخجلون من نسبهم إليه أبداً ".