" سمه ما تشاء.. البعبع، المسخ، الشرير، الشيطان، السفاح، كلها ألقاب لذات الكينونة.. الشر ".
مرحلة الطفولة هي الأمتع من جميع مراحل العمر، ستعشها هُنا بحقبة (1988) على هيئة ذكريات من عام (2020)، ستتنقل بين الحقبتين بين حكاية واحدة ظنوا أنها إنتهت بإنتهاء طفولتهم، وكانت ليلةٍ كفيلة بنُضجهم و هم مجرد أطفال من هول ما رأوا وما مروا به.
" لقد إعتقدنا أن كل شيء قد إنتهى، ولكم كنا مُخطئين ".
كانت البداية مثيرة، استيقظ أكرم على فقد زوجته وإبنه ومن داخله كان يملك شعور بأن شبح الماضي قد عاد لينتقم، ذلك الشعور ظل صامتًا مُهمل عن قصد حتى جاء صديق الطفولة ليرفع صوته وتبدأ رحلة البحث عن المفقودين.. البحث في مدينة الطفولة التي لم تعود مدينة تعج بالبشر، بل بالتماثيل.
" أحيانًا أعتقد أن العالم بأسره لن يتأثر لو إختفت بلدتنا من الوجود ".
رواية رائعة، شعرت بأجواء فيلم ( it ) برغم أن الفكرة مختلفة بعض الشيء، هنا الشرير ستعرف لما هو شرير، شرير قرر مطاردة أطفالٍ لأنهم إنتصروا عليه بلعبة الغميضة لإنقاذ صديقتهم و سترى كيف اتخذ من الشيطان خليلًا..!
اللغة سردًا وحوارًا كانوا بالفصحى، تعمق الكاتب جيدًا داخل شخصيات الأبطال و هم كبار ونجح في الحوار عنهم و هم أطفالٍ وكانت الصدمة النهائية برغم تقليديتها مبهرة، مبهرة لتُصدم وتتفاجئ وتشعر بأنك خُدعت.
" في زمنٍ ماضٍ كان له اسم وعائلته قبل أن يتغير كل شيء، تأتي تلك اللحظة التي تفقد فيها هويتك، وتصبح بلا وجه، بلا روح، بلا شخصيه، ثم يتمكن منك شيء ما وأنت تائه وسط دربات الحياة، وهذا الشيء هو الشر ".