مراجعة رواية " سجين السماء "
تفاصيل العمل
" الرداء لا يصنع الراهب، إلا أن الجريمة أو إفتراض وقوعها تصنع المحققين ".
ليلة عيد ليلة عيد الليلة ليلة عيد
تبدأ الرحلة الثالثة من رحالات "مقبرة الكتب المنسية" بليالي العيد داخل " مكتبة سيمبري وابناؤه " التي كانت المحطة الثابتة في الرحلتين الماضيين كثبات المقبرة.
" إلى فيرمين روميرو دي توريس، الذي عاد من عالم الأموات ويمتلك مفتاح المستقبل ".
_ حكاية الرحلة هذه المرة هي عن السيد فيرمين، أحد الأبطال في ظل الريح وستتفاجئ هنا بأنه كان أحد أبطال لعبة الملاك ايضًا دون أن يتم ذكره بها..!
ستعرف عن ذلك البطل الذي أحببته في ظل الريح ما مر به حتى تكونت تلك الشخصية التي أحببتها، وما كان دوره في الحرب الاهلية التي حدثت في برشلونة أثناء الحرب العالمية الثانية.
" - ما كان يقلقني حتى تلك اللحظة هو أنك أردت البحث عن ڤايس
- والآن؟
- ما يقلقني أكثر أن ڤايس هو الذي يبحث عنك الآن. "
_شبح الماضي الذي ظل يُلاحق دانيال في ظل الريح وانتهت الرواية بحكايته طاردة غيره هنا في سجين السماء وكأن ذلك الولد ملعون بالماضي كـ.. دافيد مارتين..!
فما الرابط بينهم، وهل هو رابط دم أم رابط قدر أسود وهذا ما ستعرفه في النهاية وأيضًا سيفتح لك بوابة متاهة الأرواح وإن لم تكن قرأت لعبة الملاك سيفتح لك بابها هو الأخر..!
" في بعض الأحيان تتعب الروح من الهرب، العالم صغير لدرجة أنك لا تدري أين تفر بجلدك ".
_أن تجمع بين الشيء ونقيضه هذا ما يُسمى بالعبقرية
اختلفت في رأي أن تلك السلسلة يُمكن أن تقرأ بلا ترتيب وأن كل جزء يملك بدايته ونهايته الخاصة. ثم اتفقت مع ذلك الرأي..!
التسلسل الزمني مُهم من أجل الإرتباط العاطفي بالأبطال، لا ينشأ جيدًا إذا تمت قرأتها دون الترتيب الصحيح.
فبالمرور من ظل الريح إلى لعبة الملاك ثم سجين السماء لن تعرف تاريخ عائلة سيمبري من الجد إلى الحفيد، لن تقدر من سجين السماء أن تعرف من هو العزيز "دافيد مارتين"، لن تعرف بأنه شخص عاش واهبًا نفسه لعقله مسالمًا لقلمه حتى يستحق أن تكون نهاية أعماله الحرق و الأسباب المُلفقة التي تم ذكرها هنا في الرحلة الثالثة لن تدرك إنها ملفقة إلا بقراءة لعبة الملاك، النبذة البسيطة التي احتوتها الرواية عن ماضية لن تجعلك تعرفه جيدًا حتى تحبه لكنها ستثير فضولك بذات الوقت لكي تعرفه.
" كانت لديه عادة مثل الكثيرين غيره، أن يرسم ابتسامة مبالغ فيها كلما اراد ان يلجم دموعه ".
ومن الأشياء التي تؤكد اختلاف رأيي قبل أن أنقضه وأبقى متأرجحة بين الصواب و الأصوب هي شخصية الأب سيمبري والد دانيال، قرأت السلسلة بالتسلسل الزمني سيُتيح لك الفرصة لفهم وحب شخصيات تلك العائلة، ورغم ذلك، إذا قُرأت السلسلة دون ترتيب سيظل هُناك الكثير من المفاجآت وستختلف تلك المفاجآت من قارئ لآخر حسب الترتيب الذي سيقرأ به.
" انا هنا، بين هذه الحيطان، دعني اقولها بكلمات واضحة ( أنا الرب )."