" هنا البداية، ولتكن النهاية.. لم أكذب بكل شيء، لكن لم يكن كل شيء صادقاً "
بعدما إنتهيت من الرواية عُدت إلى الإهداء، شعرت بأن من كتبه بطل الرواية وليس الكاتب وهذا ما دعم رأيي النهائي بها
قصة مأسوية بشكل مروع، ستعرف من خلالها كيف تتحول الضحية إلى الجلاد، صياغة الكاتب ولغته وقوة وصفه للمشاعر هي ما أعطت الحكاية هيبةٍ وسطوة يستحق أن يتم ذكرهم في مراجعة الرواية، كنت أندهش من نفسي عندما أشعر بالتعاطُف مع الجلاد، يخدعني تارة بأنه الضحية ويكتشف معي بين السطور بأنه كان ولم يعُد كذلك
" يظن البعض بأن عتاب الندل إجتنابه، وأنا أيضاً اظن ذلك وليس هناك فرق، ولكن الفرق بأنني أجعله هو من يتجنبني ".
كُتبت الرواية على هيئة مُذكرات، لا تتعدى المئة صفحة ورغم ذلك إستغرقت في قرأتها يومان بسبب تلك الرجفة التي كانت تنتباني كلما قرأت ذكرياته وكم المُر الذي مر بِه " محمد " حتى أتت النهاية وأيضاً لم يكُف عن خداعي، لكنه قرر البوح بالحقيقة في آخر صفحاته قبل أن..
" لم أكن ذلك الابن المدلل الذي يملك ذكريات يفتخر بها، فلم أكن أملك رفاهية الاختيار، أرغمت على كل خطواتي التي خطوتها، مكبل اليدين معصوب العينين، مدفعاً للأمام بخطوات غير محسوبة، كمن أراد عبور الشاطئ فقط لأنه يرى النجاة في الجانب الآخر، ولكنه نسى أن يتعلم السباحة، وقبل أن يفكر في أن يقفز أو لا، دفعه أحدهم من الخلف ".