"نحن سفراء مدينة الظل..
لقد قررنا اختيارك لنحررك من قيود هذا الواقع المفروض علينا، نحاول إنقاذ ما تبقى من روحك المتهالكة، وأن نفتح عينيك على الجزء الخفي من هذا العالم
نعلم ماضيك ونحاول مساعدتك للهروب من هواجسه التي تطاردك دومًا، هواجسه التي صنعت بداخلك ورم قد تفاقم ليس لك يد فيه
نعلم ايضًا أنك حاولت مرارًا وتكرارًا الهروب بطرق خاطئة، لكنك لم تعلم الفرق بين الهروب من الحياة والهروب من الواقع
ندعوك اليوم لتكون عضوًا جديدًا بمدينة الظل، تلك المدينة التي نتوراى فيها من عتمة واقعهم بنور خيالنا نحن مثلك، كنا سابقًا نحمل نفس آلامك وقد داوينها
الآن نحن نترقب انضمامك كي نداوي لك الامك".
دائمًا ما ابحث بين الاقتباسات التي قمت بتحديدها على انسبهم لأبدأ بها المراجعة، لكن هنا لم أجد سوى نبذة الغلاف لأبدأ بها، شعوري بشغف قراءتها كان أضعف من شعوري بالرهبة منها..!
فكلما امسكت بها تركتها من شعور الرهبة هذا، حتى جاء وقتها ولا مفر من خوض مغامراتها، وكان الممتع هو "شعور الرهبة تلك".
" لكل سجن باب خفي ليهرب منه بناؤه ".
بدايتها رعب نفسي، تستيقظ بلا ذكريات في غرفة سوداء برفقة فتاة، يكون الخوف مضاعف لعدم عثورك على أي ذكرى بعقلك، فلا تعرف من أنت ولا كيف أتيت وما هذا المكان الذي لا ترى فيه سوى الظلام وبعض الوحوش التي تحاول الوصول إليك
تلك الغرفة السوداء كانت جزء من عتمة المستنقع الحالكة، بالنسبة لعتمتة هي نقطة بيضاء فيها لأنك بالكاد ترى أن برفقتك أحدهم.
" افهمتي لم سمى هذا المكان بالمستنقع، لانك لو لم تستطيع ان تعافر لكي تعيش ستجد نفسك تغوص في بركة الموت بلا أي قدرة على المقاومة ".
" كل لحظة كنت تعيشها كنت تجد كل ذلك بلا اي مجهود، لكن الآن حان الوقت لتعيش تجربة ستحاسب فيها على كل ما أهدرت من عطايا الدنيا المجانية ".
رواية من اربع فصول، كل فصل ينقسم الى إغماءات، وبداية لكل إغماءة تجد سؤال يناسب مزاولة الإغماءه، أحدهم " هل ابشع ما في مستقبلنا هو حينما نعرفه، أم حينما لا نستطيع تغييره ونصبح مجبرين ان نعيشه كما كتبه لنا قدرنا ".
بعد وقت ليس بكثير من البداية ستدرك بعض الأمور سريعًا، فالرواية كثيرة الأحدث، ستدرك أنك في رحلة لتعرف قيمة كل شيء تحصل عليه دون مقابل..، أنت هنا تحارب من أجل البقاء.. تحارب لتحصل على الضوء، تقاتل لتحصل على التنفس..!
" في ذلك المستنقع ربما الموت هو اول خطوة في طريق الراحة، الفارق هو ان كل يوم جديد نعيشه في ذلك المستنقع يزيد من حظوظ الموت في امكانية هلاكنا ".
هنا.. النعمة المتاحة لك دون ثمن في عالمك، لها ثمن وان اخفقت في دفعه فقدت حياتك..!
أنت وافد جديد لكنك افتعلت خطأ ما، خطأ لن تدفع ثمنه وحدك، بلا جميع من في المستنقع سيدفعون الثمن إن لم تنقذهم أنت
وهكذا بدأنا تلف الاعصاب، لتنقذهم عليك بالمرور بالكثير من الأخطار، أخطار لن ترحم حتى من معك لأنهم أقدم منك، هنا الكل متساوي، بل وعلى الجميع دفع ثمن خطأ الفرد كما حدث معك
كل مرحلة ستُمر بها عليك بالتضحية بشيء حتى وإن لم يكن من القوانين، لان هنا، في حلبة جينوس، لا يوجد قوانين..!
" في أرض الأسلاف الارواح لا تشعر بحزن او فرح، الأرواح تشعر فقط بالخوف ".
أصعب مرحلة لي كانت " أرض الاسلاف"، أنت في حلبة مصارعة لتستعيد روحك
بالنسبة للأسلاف هي لعبة قبل أن تكون مكسب لهم بازدياد عدد جيشهم، لعبة واللعبة تعني المتعة فيبرعون فيها ليشعروا بها، يتلذذون بمعاناتك وألمك، بطلتنا التي نسكُن جسدها كانت عينيها على النهاية، والتي هي الخلاص.. ستخرج من هنا مهما كلفها الأمر، وهذا التحدي كان لجينوس.. وللأسلاف ايضًا.
" أعترف لك انك اعظم الكتاب التي قرأت قصصهم، مبتكر في صياغة التحديات، مبهر في اغراءاتك كي تجعلنا ننهي مقاومتنا ونختار نهاياتك المفضلة المتكررة الرتيبة وهي الموت، كصفعة اخرى تعقدها معنا بسيناريو مجهول جديد ونحن نوافق على تمثيله ".
بعد انتهاء جميع المراحل ولصمت أهل المستنقع منذ زمن كان يجب على أحدهم إشعال شُعلة الثورة، تهرب من عالمك فتجد الأسوأ، لتعرف في النهاية ان حتى الخيال يطوله الخراب على يدي رؤسائه
ولكن أنت لن تتمرد على اي أحد، أنت تعلن التمرد والحرب على جينوس..!
من استطاع سلب ذكرياتك وزجك هنا كطفل رضيع دلف من رحم أمه للعالم منذ أن أفقت من إغماءاتك الأولى..!
الانسان لا يعجبه شيء حتى يفقد ذاكرته، يتحول الحال من الهروب من ذكرياته الى البحث عنها، حتى وإن كانت ذكرياته هي ما أدت لفقدها.
فكرة الحبكة زارت كل بني آدم ولو لثانية لكنه رافضها بكل بغض، لكن القليل منهم تمسك بها وكأنها ملاذه الوحيد
أول رواية فانتازيا تجمع مابين الخيال و الواقع..!
بتلك الرواية ستجد عالم الفانتازيا الذي اخترت الرواية من اجله، ظنن منك انها رواية تتسوى بباقي نوعية ذلك النوع من الأدب، لكن سيخيب ظنك كثيرًا، فأنت ستتجرع مأسي واقعك بعالم أخر من الفانتازيا.
كثيرًا ما وجدنا الكثير من الكُتاب ذو الفكر المتميز، لكن بعد الانتهاء من روايته نشعر أن الكاتب دمرها ب اسلوبه، أما هنا فالكاتب يشمل الاثنين، أفكار غير تقليدية واللغة سردًا وحوارًا تجعلك إذا رأيت مقتبس له دون اسمه عرفت انه له
تعمقه الشديد داخل شخصية الابطال ليخرج منهم الاسوء قبل الافضل للتعبير عن مشاعرهم
حتى وان كنت تحب الأحداث، ففقد طريقة التعبير عن ألمك في حد ذاته هي موتك
تسليط الضوء على المشاعر بكل ما يثيرها ووصفها دون إهمالها هو ما يجعلك تشعر بأنك داخل جسد البطلة، وهذا ما اعطى للعمل الكمال، فلا اهمل الكاتب نوع الادب "فانتازيا" ولا أهمل طبيعتنا البشرية والتي تحتاج دائما ان تعبر عن مكنونها، وهذا ما جعل من حصد الكاتب نجاحًا أخر غير فكرته وأسلوبه، بأنه استطاع أن ينجح في جعل بطالته انثى، لانه يصعب توقع افكارها ومشاعرها.
" النظر لعيون مغتصبك على انك الطرف الاقوى في هذا الصراع الناشب بينكما، حينها سيشعر المغتصب ان كل ما تسبب لك به من اذى قد ضاع هباءً، كأنها امنية لم تحدث الا حينما نهشته مخالب غرائزه في مخيلته، فيقرر حينها معاودة اغتصابك بحثًا عن اشباع لذة مقاومته، بينما تتلذذ أنت مراقبا عجزه ".