لعلنا الان نحاول أن نبين الفرق بين فهرس التركي وهذا الفهرس وما الفائدة التي يضيفها هذا الفهرس وليست متيسرة في فهرس التركي ونقول بحول الله وقوته : فهرس الكتاب ذكر تخرج كل آية في الكتاب ولكن لم يحدد سبب ذكر هذه الآية ، هذا قد يكون مفيداً في كتاب خاص بالتفسير ولكن في كتاب موضوعه تاريخي نحتاج إلى أن نوضح للقارئ لماذا ذكرت هذه الآية وما موضوعها مثلاً عند قوله تعالي ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) (البقرة 30) اكتفي في تحقيق التركي بتخريج الآية ولكن في هذا الفهرس نقول : معني كلمة ( خليفة) في قوله تعالي(إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً )
وفي قوله تعالي (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ ) ( السجدة 27 ) اكتفي في فهرس التركي بتخريج الآية أما في هذا الفهرس ذكرنا الأتي : -
دخول بلاد السودان ومصر ودخول النيل في قوله تعالي ثم ذكرنا الآية وهكذا وكذلك فيما يتعلق بالأحاديث النبوية الشريفة فيما يهم الباحث هو لماذا ذكر الحديث وما الفائدة التي تتعلق بذكر هذا الحديث أما معرفة موضع الحديث فهذا طيب ولكن لعل البحث عن هذا الحديث في كتب الحديث وشروحها اكثر فائدة للباحث من انفاق وقته في البحث عن حديث معين في كتب التاريخ ، ولذلك فقد قسمنا الأحاديث علي عدة أبواب منها باب " تعليق علي بعض الأحاديث للنبي " يشمل الأحاديث التي علق عليها المصنف ثم في الفوائد الحديثة ذكرنا كل ما ذكر من الأحاديث الضعيفة والمنكرة وما يتعلق بها من فوائد حديثية تهم المتخصصين في مجال الحديث وفي باب أخر ذكرنا أخبار النبي " وما يتعلق بها من أحاديث ، وفي باب أخر ذكرنا شمائل النبي وما يتعلق بها من أحاديث ، وفي باب أخر ذكرنا " دلائل النبوة " وهكذا ثم تصنيف الأحاديث علي الموضوعات مما يجعل كل الفوائد المذكورة في الكتاب سهلة التناول لطالب العلم والباحث في مجال التاريخ نذكر مثالاً أخر" فهرس التركي " جعل فهرساً خاصا بأنصاف الآبيات الشعرية وذكر اسم الشاعر ولكن ماذا استفدت أنا كقارئ من ذلك أما في هذا العمل فقد جعلت فهرسا ً لموضوعات الشعر الذي ذكرت وصفتها فهذا شعر في الثناء علي الله عز وجل ، وهذا في مدح الرسول وهذا في الحماسة وهذا في الغزل وهذا في الفضائل والمواعظ والحكم ، وبذلك يستطيع القارئ أن ينتقي ما يريده من شعر متعلق بموضوع درسه أو خطبته بسهولة ويسر
في فهرس التركي ذكر فهرساً للأعلام ضخماً جداً ولكن القارئ يريد ان يعرف اكثر من الأعلام فالأهم من الشخص هو الحدث والزمان لأن التاريخ هو حدث وزمان ولكن في الفهرس تم التصنيف علي الأحداث والأزمان فمثلاً ذكرت تصنيفاً للخلافة الأموية من البداية للسقوط وكذلك الخلافة العباسية ، وذكرت كل الدول التي حمكت سواء في ارض الخلافة أو في أي مكان في العالم الإسلامي مع ذكر الأعلام الذين شاركوا في أحداث هذه الدولة وبذلك يتنسي لمن يريد أن يدرس الخلافة العباسية او الدولة الصلاحية مثلاً من كتاب " البداية والنهاية " أن يجد أمامه باباً خالصاً في ذلك مشتملاً علي كل الأحداث المتعلقة ببحثه فيتسني له ان يدرس هذا الموضوع دراسة عميقة وكذلك والوقائع والأعلام التي تتعلق بهذا الموضوع ليصل في النهاية إلى نتائج دقيقة . اكتفي بهذا القدر من الأمثلة لأنه لو جعلنا نقارن بين فهارس التركي وهذا الفهرس لطال المقام ولعل هذا الفهرس يجد القارئ فيه من التصنيفات والموضوعات ما يفيده ونترك للقارئ الكريم تقييم هذا العمل
يبقي أمراً ألا وهو لماذا هذا العمل ؟ نقول وبالله التوفيق أن الفهرسة علم يكاد يندثر فأحيائه أحياء لعلم شريف ، قد يكون خطوة لتيسير الاستفادة من أمهات الكتب ولما كان هذا الكتاب مهم ولم يقم أحد بهذه الفهرسة العلمية قمنا بفهرسته فهرسة تشمل مناحي العلم والاجتماع واللغة والتاريخ والمصطلحات والقضايا والقواعد والمسائل ، ورصد الحركة البشرية في ذلك الوقت ، وعلاقة التأثير والتأثر بين الشعوب و الجماعات والمذاهب والفرق ورصد تاريخ وتأصيل مقدمات العلوم إلى غير ذلك من جملة الفوائد التي يطول ذكرها ويمكن للقارئ الكريم أن يقف عليها بإنسان عينه والله الموفق ،،
اسم المستقل | محمد س. |
عدد الإعجابات | 1 |
عدد المشاهدات | 61 |
تاريخ الإضافة | |
تاريخ الإنجاز |