تعتبر المراهقة من أخطر المراحل التي تمر على الطفل منذ ولادته إلى حين يشب عن الطوق ويدخل مداخل الشباب وينضج عقله ويشتد عوده، مرورا بميعة الشباب وغلوائه، ففيها يتلقى قالبه الثقافي الذي إن كان جامدا سيمضي على جموده بقية حياته، وان كان لينا غير ذي قسوة، عدل فيه وأضاف إليه ما يراه يصلح ونزع منه ما وجد فيه مضرة، ومنه فإن مهمة الأبوين في هذه المرحلة ليست سهلة كما يضن البعض، ومسؤوليتهما ليست يسيرة، فجمود العقل إن انكشف ضره سيكون أعظم وأشد ضررا على نفسه وأهله ثم أقرب الناس إليه، وإن بان حسنه فكان إحسانه على صاحبه أعظم قبل أن يفيض على أهله ثم لدانه وأقرانه.
وعليه فإن التربية ليست بتلك الأوامر التي نتلقاها، والنواهي التي نوبخ بها، وليس تلقينا للأفعال والتصرفات والانفعالات بشكل مضخة تضخ في عقول أطفالنا كل ما يجب أن يؤتى أو يمتنع من الفعل، وليس ذلك الإهمال حين يكثر الغلمان من السؤال، أو حين يودون مشاركة الكبار في الكلام والمشورة، وليس ذلك الامتناع عن مشاركتهم في اللعب، وليس ذلك السيل المنهمر من الضرب المبرح على سوء وإن كان عظيما، وليس تلك البرودة التي لا تتبرم من أقبح التصرفات والأقوال التي تصدر من الأطفال، وليس وليس.. فلا حبذا ولا أقبح بهذه الأنماط في التربية.
اسم المستقل | سيد علي ب. |
عدد الإعجابات | 0 |
عدد المشاهدات | 23 |
تاريخ الإضافة |