مرة أخرى أعود لتوظيف مصطلح التفاهة الذي قدمه الفيلسوف الكندي آلان دونو في كتابه الشهير نظام التفاهة في مجال السياسة بعد أو وضفته في مجال الثقافة، وإلى جانبه فإن مصطلح الاستحمار لعالم الاجتماع الإيراني علي شريعتي كذلك يلح علي من أجل وصف المشهد السياسي في الجزائر خاصة في فترة الانتخابات التشريعية، فإذا كانت الأحزاب السياسة جميعها وبلا استثناء تقوم على أساس هذين المصطلحين فإن المترشحين الأحرار كذلك في معظمهم يمارسون نشاطهم داخل هذين الوصفين، وحتى لا نطيل في مقدمتنا دعونا نبدأ أولا بمصطلح التفاهة ولا بأس بتذكير القراء بقول آلان دونو: "إن التفاهة (بالفرنسية médiocrité) هو الاسم الذي يشير إلى ما هو متوسط تماما مثلما تشير كلمات supériorité و infériorité إلى ما هو أعلى وما هو أدنى... لكن مصطلح نظام التفاهة يفيد مرحلة المتوسط خلال فعل ينطوي على ما هو أكثر من متوسط.." ولو قمنا بإسقاط هذا المصطلح على السياسية يمكننا القول بأن التفاهة السياسية في الجزائر هي كل خطاب أو مشروع أو برنامج سياسي متوسط أو ضعيف حل مكان الخطاب أو المشروع أو البرنامج الجيد والقوي الأركان، وهذا الذي يشرح لنا سبب تصدر المتوسطون والضعفاء المشهد السياسي منذ زمن على حساب الجيدون والمتمكنون من هذا المجال سواء نظريا ونقصد هنا المختصين بالعلوم السياسية أو الاقتصادية أو القانونية على سبيل المثال لا الحصر أو عمليا ونقصد بذلك أصحاب الخبرة السياسية الذين لم تتلطخ سمعتهم بالفساد المالي والأخلاقي وهم بطبيعتهم قلة قليلة جدا،..
يتبع
اسم المستقل | سيد علي ب. |
عدد الإعجابات | 0 |
عدد المشاهدات | 17 |
تاريخ الإضافة | |
تاريخ الإنجاز |