انتشر في الآونة الأخيرة رأيين متدابرتين وفريقين متجادلين بخصوص ظاهرة النقد الأدبي في الجزائر، وان كان الجدل والصراع يبشر بحركة ثقافية في مقابل الركود الذي يشد بالثقافة ويلقي بها في جب الجمود، إلا أن هذه الحركة لا تزال بحاجة إلى جهود جبارة حتى تجتثاث الثقافة عامة والأدب خاصة من الهاوية التي تدحرج إليها، وأول الغيث وأبسط مثال على كلامنا هو أننا في هذا المقال سنخص بالذكر مشروعا نقديا واحدا ألا وهو مشروع الأستاذ الدكتور محمد لمين بحري، الذي اضطلع بمسؤولية تمحيص ونقد ما يكتب وينشر في الساحة الأدبية في فن الرواية، ولسنا ندعي بأنه الوحيد في مجاله أو الأمهر في فنه وإنما وعلى حد علمنا فإن ما يثيره مشروعه الذي سنخصه بشيء من التفصيل فيما هو آت من حركة وجدل بين مختلف شرائح الفاعلين الثقافيين باد لا يمكن طمسه أو مقارنته بغيره، وأول ملاحظة قد تخطر على بال القارئ هو غياب أقرانه من الجامعيين والأكادميين في مثل هذا النشاط، إذ أن بعضهم قد خص نشاطه بالأعمال الرائدة في المجال كما يزعمون، فيما أن البعض الآخر لم يصلنا منهم ولو همسا خفيفا إلا فيما يتعلق بمذكرات التخرج الجامعية، والتي كما يعلم جاهلنا قبل أذكانا بأنها لم تعد إلا حبرا على ورق وليس هناك أريب واحدا يرى فيها نقدا حقيقا أو إضافة واضحة للأدب أو الثقافة، وعلى هذا فإننا سنخص بالحديث فاعلا واحدا من الفاعلين الثقافيين، إذا كنا قد وضحنا في مقالة سابقة الفرق بين الثقافة كفكرة وبين الفعل أو النشاط الثقافي كتوجيه أو كتفعيل بلغة مالك بن نبي (لأننا نعتبر الثقافة نظرية في السلوك والمعرفة في حين أن مالك الذي اعتبرها نظرية في السلوك عكس بعض العلماء الذين جعلوا منها نظرية في المعرفة) فإن في هذه لمقالة سنحاول أن نسلط شيئا من التحليل على هذا المشروع النقدي كفاعلية وليس أفكار...
يتبع
اسم المستقل | سيد علي ب. |
عدد الإعجابات | 0 |
عدد المشاهدات | 19 |
تاريخ الإضافة | |
تاريخ الإنجاز |