للإنسان ثلاث ركائز أساسية: الروح، النفس و الجسد. الجسد الذي يضم أعضاء الإنسان و يجمعها في قالب محدد، كل عضو في مكانه المناسب يؤدي وظيفته؛ فكما القلب يعمل على ضخ الدم من القفص الصدري، و كما الأمعاء تعمل على هضم الأطعمة داخل الجهاز الهضمي، فالعقل أيضا له وظيفته الأساسية في مكانه المحدد.
فالعقل يعتبر من أهم ما يميز الإنسان عن غيره من المخلوقات و الموجودات؛ و العقل في جسم الإنسان يتحدد وفق الركائز الثلاث: فالعقل من جانب الروح هو القلب كما ذكر في القرآن الكريم، و من جانب النفس هو مخ أو دماغ الإنسان؛ و ينقسم عقل الإنسان إلى عقل واعي و عقل لاواعي هو اللاشعور أو العقل الباطن، فالعقل الواعي للإنسان هو دماغه الذي يعي و يدرك ما حوله من خلال الحواس و السيالات العصبية، و هو المسؤول عن إعطاء التعليمات للعقل الباطن، هذا الأخير الذي يقوم بدور التخزين، أي تسجيل الأحداث، المعلومات، الخبرات و المشاعر التي يرسلها العقل الواعي.
غير أن دور العقل الباطن لا يقتصر فقط على ماهو لا واعي ولكنه يتحكم أيضا في الوظائف الحيوية للجسم، فعندما ينزعج الإنسان من أمر ما على سبيل المثال، فإن عقله الواعي يرسل مشاعر سلبية للعقل الباطن، هذا الأخير الذي يقوم بتخزين هذه المشاعر و توظيفها في التأثير على وتيرة تنفس الرئتين و تسارع دقات القلب..
إذن فالعقل الباطن هو قوة خفية عظيمة، فكما يمكنه التأثير سلبا على الإنسان، يمكنه أيضا أن يكون له تأثير إيجابي عظيم على حياته. فالإنسان يمكنه استبدال المشاعر السلبية من خوف و قلق إلى مشاعر إيجابية إن هو أحسن التواصل مع عقله الباطن، بترويضه على تخزين المعلومات و الأفكار الإيجابية، تحديد الأهداف العظيمة، و تحقيق السلام الداخلي و السعادة النفسية؛ إن جعلت عقلك الباطن صديقا حميما لك، من شأنه تغيير شخصك من إنسان مضطرِبٍ سلبي، إلى إنسان مرحٍ بأهداف عظيمة و إنجازات أعظم..