هذا مقال بالعامية المصرية كتبته عندما كنت انشر مقالاتي علي الفيسبوك
" غطاء فتحة مجاري يدور حول الكرة الأرضية "
اه يصحبي انت قريت العنوان صح وانا مش بهزر ودي مش قصة خيالية.. فيه غطاء المجاري هو اسرع حاجة قذفها الانسان لدرجة انه اتخطي سرعة الانفلات من الجاذبية الارضية وسافر الفضاء وانت بائس قاعد هنا...
ولو فاكر ان اسرع حاجة صنعها الإنسان هي الطائرات النفاثة الي بتفوق سرعة الصوت.. او مكوك فضائي فاخر من SpaceX او Apollo فانت غلطان !
طيب اي الحكاية؟..
اولا كل سنة وانت طيب بمناسبة الشهر الكريم.. وطمني اخبارك اي وتعالا احكيلك حكاية جديدة..
بعد الحرب العالمية الثانية بدأت صناعة الاسلحة في العالم تتجه بشكل مباشر ناحية الاسلحة النووية لكونها السلاح الاكثر فتكا في تاريخ البشرية..
فبدات الولايات المتحدة مشروع مانهاتن السري والي كان ليه الفضل في تطوير أول قنبلة نووية في نهاية الحرب العالمية الثانية وكان المشروع دا مجرد بداية لحقبة طويلة من البحث والتطوير في مجال الأسلحة النووية.
وبين عامي 1945 و 1992 ، فجرت الولايات المتحدة وحدها أكثر من 1000 رأس نووي أثناء التجارب بعضها أقوى من البعض الآخر.
ولأسباب واضحة طبعا زي مخاطر الاشعاع والي بيدمر البيئة.. تم تفجير أسلحة الدمار الشامل دي في مناطق منعزلة جدا من الولايات المتحدة زي صحراء نيو مكسيكو ونيفادا أو في جزر مارشال في وسط المحيط الهادئ.
ومع انهم كانوا بيفجروها ف اماكن منعزلة الا ان العلماء كانوا قلقين من التداعيات النووية وان ممكن الاختبارات دي تنقل الاشعاع عبر الغلاف الجوي وتؤثر على البشر..
فعلشان كدا في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي قرر البنتاغون "وزارة الدفاع الامريكية" أن الغالبية العظمى من اختباراته لازم تكون تحت الأرض.. ودي مكانتش التجارب النووية الأولى تحت الأرض بس هتكون الأولى التي بيتم تصميمها مع وضع الاحتواء النووي المطلق في الاعتبار.
ودا بياخدنا لـ اختبار Pascal A من عملية Plumbbob والي تم تفجير خلال العملية دي اكتر من 100 اختبار نووي !
والي قام بالتجربة دي عالم اسمه "براونلي" وهو الي صمم اداة احتواء المخلفات الناتجة عن تفجير القنبلة الي تم إجراءها في ليلة 26 يوليو 1957
وضعت القنبلة في قاع عمود أجوف يبلغ عمقه حوالي 150 متر وتم لحام غطاء حديدي يبلغ وزنه 900 كيلوغرام وسمكه 10سم
وفي غضون أجزاء من الثانية من انفجار القنبلة طار الغطاء الحديدي بسبب الانفجار والي وصفه بروانلي انه كان بيشبه شمعه رومانية في الغلاف الجوي فوق العمود..
بعدها تم تكرار التجربة في الاختبار الثاني Pascal B من نفس العملية تحت الأرض في 27 اغسطس لنفس السنة
ولكن المرادي قام العالم روبرت براونلي بحساب صدمة القنبلة داخل عمود الأرض مع حساب وقت وخصائص الموجة الصدمية عند وصولها إلى الغطاء المعدني..
وكانت خلاصة تقارير براونلي انه مقدرش يحسب بالظبط سرعة الصدمة ولكن حساباته بتتعلق بانعكاس الصدمة
والي قدر يحسب انها بتوصل لقمة الانبوب في واحد وتلاتين مللي ثانية.. يعني جزء لا يذكر من الثانية !
وبتنعكس الصدمة الي اسفل الحفرة ولكن الضغوط ودرجات الحرارة بتجعل الغطاء الملحوم بيطير بسرعة خيالية !
ولما اتسأل براونلي عن السرعة دي كان رده
"هذه الأرقام لا معنى لها، ليس لدي سوى فراغ فوق الغطاء، لا هواء ولا جاذبية ولا قوة مادية حقيقية في الغطاء الحديدي بشكل فعال، الغطاء فضفاض فقط يسافر عبر مساحة لا معنى لها ". !
وكانت حساباته للسرعة الي قدر الغطاء يوصلها بسبب الانفجار هي 6 اضعاف سرعة الانفلات من الجاذبية الأرضية !
وعلشان يتمكنوا من قياس سرعة الغطاء المعدني، قرر فريق براونلي تركيب كاميرا عالية السرعة لتسجيل الحدث سرعتها إطار واحد كل جزء بالألف من الثانية. !
لكن بمجرد تفجير القنبلة ظهر الغطاء فوق الفتحة لإطار واحد بس فعلشان كدا نقدر نقول مفيش قياس مباشر للسرعة ولكن مرئيا دا كان اقرب حساب للسرعة الفعلية..
وبعدين بالاستعانة بالحسابات دي قدر براونلي يحسب أن الغطاء قدر يسافر بسرعة حوالي 201168 كيلومتر في الساعة !
ودي خمسة او ستة أضعاف سرعة الهروب من جاذبية الأرض.. !
ومع البحث استخلص براونلي وفريقه ان الغطاء ممكن سرعته تكون ارسلته حتي ابعد من مدار الارض وانطلق في الفضاء الخارجي.. وممكن يكون لسة بيطير في الفضاء الخارجي بنفس السرعة حتي الآن !
ودا كان قبل اشهر من إطلاق سبوتنيك 1 القمر الصناعي التابع للاتحاد السوفيتي واول قمر صناعي في التاريخ وعلشان كدا غطاء المجاري دا مش بس اسرع جسم صنعه الانسان في التاريخ.. لا دا كمان من أولي الاجسام الي قدر الإنسان يرسلها للفضاء..
بس هل فعلا هو كدا؟!..
يعني هل دي فعلا كانت اول اشياء يطلقها البشر في الفضاء؟!
دا يدخلنا في قصة منفصلة شوية ليها علاقة بـاطلاق الاتحاد السوفيتي القمر الصناعي سبوتنيك الي لما اطلقوه لقيوا فيه قمر صناعي مجهول بيلف في مدار الأرض وليه حكاية غامضة !
لو حابين تسمعوا حكايته اكتبولي في الكومنتات وهنزلها قريب ان شاء الله...
متنساش تقرأ الكابشن علي كل صورة
#غطاء_مجاري_حول_الارض
#الفلك
#كريم_خطاب
المصادر:
الكابشن علي كل صورة
تجربة القنبلة النووية Small Boy في 14 يوليو 1962
وهي جزء من عملية شعاع الشمس، في موقع اختبار نيفاد
دا شكل مفرقعات الشمعة اليونانية الي كان بيشبه الانفجار
مقر إجراء الاختبارات النووية في صحراء نيفادا الأمريكية.