سلسلة ليل | 5- رحيل

بعد بضع دقائق من الخامسة صباحا..

تشرق الشمس والليل ينجلي

استفقت من وهمي وبدأت الوحوش تختفي...

لست خبيرا بالطيور..

ولكنها تقوم ببعض المناورات بالسماء فوق منزلي..

لطالما ازعجني صوت الطيور ولكن اليوم عزفها يُطربُني..

اغلقت الموسيقي وبدأت استمع لانشيدها..

شِحتُ بنظري في الأفق فوجدت القمر يتلاشي بعدما طغي علي نوره ضوء الشمس..

وضغي ايضا علي ظلمتي !

ايها الطير اللطيف... ألوانك جميلة..

فلتقترب ولنُبدل أحوالنا وأرواحنا..

أليس من الظلم ان تحلق عنان السماء.. وانا اُجالس الوحوش ها هنا !

أُريد ان أسبح فالسماء كالطير أُحلق بعيداً فلا تطالُني مخاوفي.. أطوف في الكون بروحي كناسكٍ تاه عقله بين طيات النجوم..

فلتقترب ياصديقي..

روحك أمام لعنتي..

حريتك امام سجني..

وفطرتك أمام عقلي..

ليست مبادلة عادلة فعرضي يتمرغ في الظلم..

لكنك لن توافق علي اي حال..

فلتحلق بعيداً قبل ان اسخط علي حظينا..

اشرقت الشمس ورحل القمر..

تلاشت الوحوش وغادر الطير..

بدأت اسمع تلاوة ما.. أنه قراءن علي ما يبدو..

اتجول بالمنزل..

أفتش عن مصدر الصوت.. وكلما أقتربت يعلو..

أنه أبي قام بتشغيل القراءن بعد استفاقته من النوم كعادته

وكأنه علم أنني احتاجه.. كعادته ينتشلني من الحافة..

انه ناصر القطامي بصوته العذب.. يتلو "يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الي ربك".. تلك الايه أنا احتاجُها !

ليس شرطا أن أرجع اليه بعد موتي.. لأعودن الان قبل فوات الاوان..

اللهم اصرف عني شياطيني فلا طاقة لي بهم بدونك ياحي ياقيوم..

حاشاك ان ترد قلبا باليقين نجاك يابارئي واثق في رحمتك بروحي فانت الرحيم.. ️